عادي

«العمل التطوعي» تلاحم مجتمعي وإنساني

23:41 مساء
قراءة 3 دقائق
11

الشارقة: راندا جرجس

أكدت مجموعة من المتطوعين من مركز الشارقة للعمل التطوعي أن هذا العمل المجتمعي يحقق التكافل، والتآخي، والتعاون بين أفراد المجتمع، ويضيف إلى شخصية المتطوع الكثير من المعاني العميقة، ويُظهر ما بداخله من مشاعر البذل والعطاء.

يُعد التطوع أحد المجالات التي يختارها الإنسان بنفسه؛ ولذلك فإن من يتقدم لهذه الخدمة المجتمعية يكون بناءً على رغبته الذاتية في تسخير نفسه، ووقته، وماله، وجهده لمساعدة الأفراد من جميع الفئات العمرية طواعية ودون مقابل. ومما لا شك فيه أن هذا التجذر لثقافة التطوع متأصل في المجتمع الإماراتي الذي يحرص على دعم هذه الظاهرة الاجتماعية وتعزيز قيم التلاحم والتعاضد التي جُبل عليها أبناء دولة الإمارات منذ القدم، كما تحرص المؤسسات على تأطير وتنظيم هذه القيمة المجتمعية النبيلة.

انخرطت نادية علي -ربة منزل- في العمل التطوعي أثناء جائحة كورونا عندما شغفت بحكايات زوجها الذي سبقها في الدخول لهذا المجال عن المواقف التي يتعرض لها، وزرع فيها وفي أبنائها محبة خدمة المجتمع، وأنجزت حتى الآن 1314 ساعة تطوعية.

وتقول: «لا يقتصر التطوع فقط على عدد من الساعات لتنظيم مؤتمر أو فعالية ما، ولكنه ينعكس بشكل مؤثر على المتطوع، وقد لاحظت هذا الفرق في شخصيتي؛ فقد أصبحت اجتماعية وأبحث دائماً عن أفكار إبداعية في كل مجالات حياتي، وتعلمت أن أسعى دائماً لأكون قدوة مشرفة في المجتمع، وأتحلى بالإخلاص والإحساس بالآخرين، وأحرص على توظيف القدرات والإمكانيات لصالح العمل التطوعي، واكتساب المهارات الجديدة، وتعزيز ثقافة الابتكار في العمل المجتمعي».

وتضيف: كنت أواجه صعوبة في التوازن بين المسؤوليات العملية والأسرية وبين الأعمال التطوعية في البداية، ولكن بعد فتره تعلّمت كيف أنظم حياتي، وخصوصاً أننا أسرة بداخل هذا العمل الذي علمنا جميعاً أنا وزوجي وأولادي القدرة على التعاون والمشاركة، وصارت الحياة أكثر تنظيماً. ومن أبرز المواقف التي أشعر فيها بالفخر كلما تذكرتها وقت تشجيعي من قبل فريق المتطوعين لتسلّم درع تكريم لفعالية مؤسسة الكهرباء والماء في عام 2022 لمركز الشارقة للعمل التطوعي والعمل الجماعي.

مهارات متجددة

وضع سعود الحمادي هدفاً مع بداية عام 2022 عندما عزم على الدخول في مجال التطوع ليتعلم أشياء جديدة ويخوض تجارب مختلفة في الحياة، ومع نهاية العام سجل بالفعل 1000 ساعة تطوعية في الفعاليات والأنشطة المتعددة وخدمة المجتمع، ويقول: «تعلمتُ هذه السنة الكثير من المهارات المتنوعة والمتجددة التي أضافت إلى شخصيتي؛ فالعمل التطوعي يزيد الثقة بالنفس، ويحث الفرد على عدم الانعزال عن الجماعة بل يتحلى بروح الفريق، ويكون قادراً على تكوين علاقات مع الآخرين، كما يتعلم المتطوع كيفية التعامل مع الجمهور تحت ضغط كبير والتعامل مع المشاكل والأزمات وإيجاد حلول سريعة، وأهمية احترام الوقت، والالتزام بمواعيد الحضور والانصراف، واستغلال ساعات الفراغ في أمور مفيدة».

شغف وحماس

روح الشغف بالعمل التطوعي قادت أنيسة سمسوم -ربة منزل- للدخول في مجال المساعدة والخدمة المجتمعية في جائحة كورونا، وقد أنجزت حتى الآن 878 ساعة تطوع، وتقول: «لا شيء يضاهي الإحساس الذي أشعر به عند القيام بعمل مجتمعي وتقديم الخدمات للأفراد والمجتمع دون مقابل؛ فالعمل الخيري والمساعدة في أشياء بسيطة تترك الأثر العميق في نفس المتطوع والآخرين أيضاً».

وعن الآثار الإيجابية التي تحدث في حياة المتطوع نتيجة الانخراط في العمل التطوعي تقول سمسوم: «لقد تغيرت شخصيتي بالفعل منذ الدخول في مجال التطوع؛ فقد صرت أكثر نشاطاً، وأحاول قدر الإمكان التنظيم بين الحياة الأسرية والفعاليات، وتعلمت أن أبادر بتقديم المساعدة لأي شخص وفي أي مكان، وتحمّل الضغوطات في العمل الجماعي، وأشعر بسعادة بالغة عندما ألقى التشجيع من زوجي وأولادي، فضلاً عن شعوري بالفخر وأنا أرتدي جاليه التطوع».

يد واحدة

ترى إسراء إسكندر، ربة منزل، أن العمل التطوعي هو تقديم المساعد للآخرين من كافة فئات المجتمع من مختلف الأغمار، وأفضل تجربة يمكن ان يعيشها الإنسان، وخصوصاُ أن هذا المجال يعتمد على أن تكون عضو في داخل فريق متآلف ومتعاون ويعمل بيد واحدة وقلب واحد، كما نُعايش سوياً العديد من المواقف والذكريات التي تترك آثاراً إيجابية في حياتنا ولا يمكن أن ننساها.

وأكدت إسكندر التي أتمت حتى الآن حوالي 1300 ساعة تطوعية، أن العمل التطوعي عالم من التجارب والمغامرات وحقل للتعلم والخبرات وتطوير المهارات، وقد تعلمت من خلاله التوازن بين حياتي الأسرية وإنجاز المهام الخاصة في الوقت المحدد، ثم أذهب للتطوع وأنا أشعر بالسعادة والراحة والنشاط والحيوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4e2kkv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"