عادي

الزخرفة زينة الخط

23:03 مساء
قراءة 3 دقائق
محمد أوزجاي

الشارقة: عثمان حسن

فنون الخط العربي هي من الفنون الجاذبة لكثير ممن سحرهم جمال هذا الخط بأنواعه المختلفة لا سيما الثلث، هذا الخط المتفرد الذي يتصدر قمة روائع اللوحات، يمثل محمد أوزجاي نموذجاً أصيلاً في فنون الخط العربي الإسلامي، خاصة في المدرسة التركية، بوصفها مدرسة أصيلة في الخط، ولدينا هنا، واحدة من لوحاته الساحرة التي استخدم فيها الآية الكريمة «صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة»، والتي قامت شقيقته بإبداع زخرفة نباتية لهذه اللوحة، لا تقل سحراً في ما نفذته من تصميم أضاف إلى البعد الجمالي والبصري الشيء الكثير.

تستحق هذه اللوحة الكثير من التأمل، وذلك لعدة أسباب، أولها رشاقة الخط وتدوينه بحسب أصول وضوابط ومعايير الثلث، هذا النوع من الخطوط الذي يحظى باستخدامات وشهرة واسعة بين الخطاطين العرب والمسلمين، خاصة الأتراك. من جهة ثانية، ثمة زخرفة آية في الروعة والجمال نفذتها شقيقة الخطاط فاطمة أوزجاي، التي أبدعت بدورها ما يضيف إلى معاني النص وروحه.

يتصدر لفظ الجلالة اللوحة الخطية لمحمد أوزجاي؛ حيث اعتاد الخطاطون أن تكون هذه الكلمة في منزلة أعلى من اللوحة، وقد يكون لفظ الجلالة مترافقاً مع ذكر نبي الله محمد، صلى الله عليه وسلم، بما يستحقه هذا الاسم من الرفعة والمنزلة الكريمة التي خصها، جل وعلا، للنبي الكريم.

وقد حرص الخطاط محمد أوزجاي على تقديم لوحة بشكل جمالي مبهر، يبرز من خلالها المكونات الجمالية لهذا الخط، ومن ذلك تحقيق عنصر التناظر، الذي نجده في الآية الكريمة متحققاً من خلال كلمة «صبغة» التي تتكرر مرتين في الآية، فنجدها مرة في أعلى اللوحة تحت لفظ الجلالة، ومرة ثانية في أسفل اللوحة. هذا التناظر يظهر متناسقاً وجميلاً في حرف (الميم) الذي يتكرر مرتين في الآية على يمين ويسار اللوحة، كما يظهر في حرف الغين في كلمة «صبغة» الذي يتكرر بدوره مرتين كذلك في أعلى وأسفل اللوحة.

لقد برزت في اللوحة الخطية جملة من عناصر الإثراء البصري، بوصف الخط فناً إسلامياً أصيلاً، وملمحاً من ملامح الحضارة العربية الإسلامية، الذي يعكس روحها وطبيعتها، ويمثل تطورها عبر العصور.

زخرفة

لا يمكن دراسة المنظور الفني والقيمي لهذه اللوحة من دون الإشارة إلى عنصر الزخرفة الذي نفذته فاطمة أوزجاي، بوصف الزخرفة هنا، جزءاً أصيلاً ارتبط بفن العمارة العربية الإسلامية؛ حيث قامت فاطمة بتكوين وحدة زخرفية ارتكزت على التقسيم الثنائي للمساحة (أفقياً وعمودياً) يبرز قدرة المزخرِفة على منح اللوحة سمة تزيينية تغطي كافة تكوينات اللوحة، ما شكل ثراءً غنياً وحيوياً، وبنية إخراجية مدروسة ترفد النص بكل مقومات الجمال والإبهار البصري. وقد راعى التصميم الزخرفي في اللوحة، الأسس المعروفة في الزخرفة النباتية من حيث التكرار، وإعادة رسم الوحدة الزخرفية بشكل متطابق، مما يشكل تكويناً متكاملاً؛ حيث نجده متناوباً مرة، ودائرياً مرة أخرى، ومتعاكساً، كأسلوب زخرفي إنشائي حر.

الزخرفة في اللوحة آسرة في كافة الاتجاهات التي تحيط بالنص، كما تكسبه وهجاً بصرياً متوازناً، يضيف إلى النص القرآني، ويرفده بعناصر الجمال وقوة الإيحاء.

سيرة

حصل الخطاط محمد أوزجاي على عدة جوائز محلية وعالمية، منها جائزة مركز أبحاث التاريخ والفنون في إسطنبول التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وشارك في كثير من ملتقيات الخط العربي في الكويت وطهران والإمارات وقطر وتونس والمغرب وغيرها، وحصل على إجازة في خطي الثلث والنسخ، وقد شكل مع شقيقه عثمان وشقيقته فاطمة مدرسة فنية في الخط والزخرفة والتذهيب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2et7mdpd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"