عادي

عقــول تحــب البيئـة

23:56 مساء
قراءة 3 دقائق
2
2
2

الشارقة:  مها عادل

انعكس اهتمام الإمارات المبكر بالبيئة وأهمية صون مواردها على الأفراد والهيئات، فتسابقوا إلى بذل كل جهد للعناية بها من أجل الأجيال الحالية والمقبلة. والمبادرات التي تستهدف الحفاظ على البيئة لا تتوقف عند حد، ولا تقتصر على نشاط، إنما تتكامل لتجسد مفهوم الاستدامة. وليس من الغريب أن نجد جهوداً تطوعية في مجال البيئة، إنما اللافت أن تكون هذه الجهود بحثية يبذل فيها صاحبها وقته وعلمه.

الصورة
1

تقول أصيلة الهاشمي، مدير هيئة البيئة بالفجيرة، عن الجهود المبذولة في هذا الإطار: للتطوع دور كبير في مجال الحفاظ على البيئة من حيث تخفيف العبء عن الجهود الحكومية، حيث يوفر الجهد التطوعي موارد كثيرة للدولة، ويعزز روح التعاون بين أفراد المجتمع ليدرك كل شخصٍ أنه شريكٌ في تحقيق أهداف الوطن. 

يسهم هذا النوع من التطوع في استغلال أمثل لجهود الشباب والحد من السلوكيات السلبية التي قد تضر المجتمع نتيجة سوء إنفاق وقت الفراغ.

ونتبنى العديد من الفعاليات التي تعتمد على الجهد التطوعي مثل حملة «معكم يداً بيد» للتنظيف في إمارة الفجيرة، والعديد من الفعاليات البيئية مثل ساعة الأرض ويوم الطاقة العالمي وأسبوع التشجير.

وعن أهمية التطوع بمجال البحوث العلمية للحفاظ على البيئة، تقول الهاشمي: يسهم المتطوعون في مجال البحث العلمي بدور فعال ومحوري في تطوير وتجويد الخدمات البحثية المتخصصة وبحوث البيئة وتفعيل دور الشراكات المؤسسية والاستراتيجية الداخلية والخارجية وتقديم الخدمات البحثية التطوعية المختلفة. ونحرص على دعمهم وتحفيزهم على الاستمرار في مجال البحوث وخدمة البيئة.

أروى فكري (26 سنة) ماجستير في علوم المواد من جامعة خليفة، وإحدى المتطوعات بمركز الفجيرة للأبحاث التابع للهيئة تقول عن طبيعة دورها بهذا المجال: ميدان التطوع في البحث العلمي ثري للغاية، ويقوم دوري على القيام بدراسة الأفكار العلمية والمشاريع لتطبيقها على أرض الواقع. وأعمل مع مركز الفجيرة للأبحاث على مشروعين مختلفين، الأول فردي، حيث أقوم بدراسة الجدوى لإعادة تدوير مختلف أنواع النباتات المحلية المتوفرة في الدولة لاستخدامها كسماد عضوي لتغذية التربة عن طريق عملية التحلل الحراري. المشروع الثاني جماعي بحيث نعمل كفريق على تصميم ثم تركيب الألواح الشمسية للاستفادة القصوى منها كمصدر طاقة وظل للنباتات المزروعة تحتها. ودوري في المشروع هو دراسة التصميم الأنسب للألواح الشمسية.

وتضيف أروى فكري: أنا ممتنة لحصولي على هذه الفرصة، فمنذ انضمامي للمركز اكتسبت العديد من المهارات على المستويين العلمي والشخصي ومنها توسيع دائرة المعارف في مجال البحث العلمي، والتطبيق العملي لمجال دراستي؛ فأنا حاصلة على بكالوريوس هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة، إلى جانب تطوير مهارة البحث والكتابة والتواصل مع مختلف الشركات والمستثمرين. وعلى المستوى الشخصي تزيد التجربة مهارة التواصل مع الآخرين بدون خجل، وزيادة مهارات الذكاء الاجتماعي، وتعزيز روح التعاون مع الفريق، وحسن إدارة الوقت وسرعة اتخاذ القرارات الصائبة في وقت زمني محدد.

جميع هذه المهارات المكتسبة وسعت من مداركي وقدرتي على الابتكار والإبداع، ومنحتني فرصة لخدمة وطني ومجتمعي وتطوير ذاتي.

وتلتقط خيط الحديث نورة الدرمكي (25 سنة) بكالوريوس هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة وماجستير في هندسة المياه والبيئة من جامعة خليفة، للتحدث عن تجربتها بمجال التطوع بالبحث العلمي لخدمة البيئة وتقول: اخترت هذا المجال لأنه يحقق شغفي وطموحي بالعلوم ويضيف لمهاراتي الأكاديمية ورغبتي في البحث والمعرفة، فالبحث العلمي مجال حيوي ومتجدد وتطوعي به يمكنني من العمل على مشروعات علمية مختلفة في آن واحد، ومرتبط بخلفيتي الأكاديمية. ومن خلال عملي متطوعة بمركز الفجيرة للأبحاث اكتسبت العديد من المهارات مثل العمل في المختبرات المختصة، وتحليل النتائج والمحصلات البحثية، وكتابة فرضيات علمية جديدة ونشرها في المجلات العلمية.

وعن طبيعة عملها التطوعي تقول الدرمكي: أعمل على بحثين في مجالين مختلفين بالمركز، الأول في مجال الحياة البحرية حيث أستكشف أصنافاً من الكائنات البحرية الدقيقة الموجودة فقط في الساحل الشرقي، وفي الفجيرة بالتحديد. والبحث الثاني عبارة عن مشروع لتركيب ألواح الطاقة الشمسية واستخدامها في الزراعة للاستفادة من الطاقة النظيفة والمحاصيل الزراعية في آنٍ واحد، وبصورة اقتصادية.

وتتابع: التطوع بمركز الفجيرة للأبحاث أتاح لي الفرصة لأطبق بشكل عملي المهارات والمعلومات التي اكتسبتها خلال مسيرتي الأكاديمية، وأيضاً وفر لي البيئة المناسبة والدعم اللازم في مجال البحث العلمي. والمركز منحنا فرصة الإلمام بجميع الأبحاث المهمة التي تنفذ به، وتعلم شيء جديد كل يوم. والتطوع في هذا المكان العلمي المتخصص يمنحني فرصة الاختلاط بنخبة من العلماء والباحثين في اختصاصات متنوعة والاستفادة من خبراتهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/24k8fxzh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"