عادي

أمام المحكمة..الطفلة المغربية «سناء» تواجه المعتدين عليها

01:20 صباحا
قراءة دقيقتين

الرباط - أ ف ب

أكّدت الطفلة سناء في جلسة مغلقة أمام محكمة الاستئناف في الرباط، الخميس، أنّها تعرّضت للاعتداء، وفق ما قال محاميها في هذه القضية التي أثارت غضباً شعبياً عارماً في البلاد بسبب العقوبة المخفّفة التي أصدرتها محكمة البداية، بحقّ المتّهمين الثلاثة باغتصابها.

وقرّرت محكمة الاستئناف بالرباط الاستماع في جلسة مغلقة للفتاة التي وضعت طفلاً نتج من جريمة الاعتداء، وذلك استجابة لملتمس ممثل النيابة العامة. وعلّل الأخير طلبه أن تكون الجلسة مغلقة «اعتباراً لمقتضيات حماية القاصرين، ونظراً لخطورة الأفعال المرتكبة».

وشمل قرار عقد جلسة الاستماع المغلقة طفلة أخرى، هي شاهدة في القضية. ودامت الاستماع إلى الطفلتين حوالي ساعة.

وأكّدت الضحية «كلّ الاتهامات التي وجهتها للمتهمين»، وفق ما أفاد محاميها محمد الصبار. وتواصلت جلسة المحاكمة ليلاً، بقرار من المحكمة.

وقبل بدء الجلسة ظهرت الضحية في بهو المحكمة برفقة والدها وجدّتها. وبدت الطفلة صامتة «إذ ما تزال غير مستوعبة لكل ما حدث من هول الصدمة، رغم أنّها استعادت الابتسامة نسبياً»، وفق المسؤولة في جمعية «إنصاف» أمينة خالد التي تدعمها منذ علمها بالقضية.

وتعود وقائع الجريمة إلى العام الماضي، وكان عمر الطفلة يومها 11 عاماً، حين تعرّضت لاغتصاب متكرّر نتج عنه حمل وولادة طفل. ووقع الاعتداء على الطفلة في منطقة ريفية، قرب مدينة تيفلت بضواحي العاصمة.

وبعدما تقدّمت عائلتها بشكوى، أدين في 20 مارس/ آذار الماضي، ثلاثة راشدين بتهمتي «التغرير بقاصر» و«هتك عرض قاصر بالعنف».

لكنّ العقوبة لم تتجاوز السجن عامين لأحدهم و18 شهراً للآخرين، إضافة إلى تغريمهم تعويضات للضحية تناهز قيمتها 4800 دولار. وأثار الحكم استياء واسعاً في المملكة باعتبار أنّ عقوبة الجريمتين التي أدين بهما المتّهمون لا تقلّ عن السجن 10 أعوام ويمكن أن تصل إلى السجن لمدّة 30 عاماً.

وفي وقت سابق الخميس، أنكر المتّهمون الثلاثة أمام محكمة الاستئناف الجرائم التي أدينوا بارتكابها أمام محكمة البداية.

ووقف المتّهمون أمام هيئة المحكمة مطأطئي الرؤوس، قبل أن يستجوبهم القاضي.

وواجه القاضي المتّهم الرئيسي بنتائج تحليل الحمض النووي للطفل الذي وضعته سناء، مؤكّداً أنّ هذه النتائج «أثبتت بنسبة 99 في المئة» أنّه والد الطفل، لكنّ المتّهم ظلّ يكتفي بالإجابة «لا أعلم»، رغم إلحاح القاضي عليه بوجوب إعطائه «جواباً منطقياً».

وحضر أكثر من 20 محامياً ونشطاء حقوقيون لمؤازرة الضحية في هذه القضية التي أثارت مطالب واسعة بإصلاحات تشريعية لتفادي «الإفلات من العقاب» في قضايا الاعتداء على الأطفال والنساء.

وجدّد محامو الطرف المدني في مرافعاتهم ملتمس تأييد الإدانة في حقّ المتّهمين، لكن مع تشديد العقوبات.

وطلب المحامي محمد الصبّار من المحكمة أيضاً بأن «تقضي بتكفّل وزارة المرأة والأسرة والتضامن مادّياً بالضحية، ورضيعها إلى أن تبلغ سنّ الرشد».

وفضلاً عن الرعاية الطبية والاجتماعية، استطاعت الضحية ارتياد المدرسة «للمرة الأولى» بمساعدة جمعية «إنصاف»، كما أوضحت أمينة خالد، مجدّدة التعبير عن أملها في «أن تنصفها المحكمة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckta84j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"