عادي

يجود علينا الخيّرون بمالهم

22:24 مساء
قراءة دقيقة واحدة

رغيد جطل

  • لما دخل المهدي البصرة رأى إياس بن معاوية وهو صبي، وخلفه أربعمئة من العلماء وأصحاب الطيالسة، وإياس يتقدمهم، فقال المهدي: أما كان فيهم شيخ يتقدمهم غير هذا الحدث؟ ثم إن المهدي التفت إليه، وقال: كم سنك يا فتى؟ فقال: سني، أطال الله بقاء الأمير، سنّ أسامة بن زيد بن حارثة لما ولاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جيشاً فيه أبو بكر وعمر. قال له المهدي: تقدّم بارك الله فيك.
  • استدعى بعض الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير، كان بيده جرة فارغة سيذهب بها إلى البحر ليملأها ماء، فتبعهم إلى أن دخلوا دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم، ورأى ذلك الرجل والجرة على كتفه، ونظر إلى ثيابه الرثة، فقال: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد:
ولما رأيت القوم شدوا رحالهم

إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي

قال: اجعلوا جرته مملوءة بالذهب والفضة، فحسده بعض الحاضرين، وقال: هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربما أتلفه وضيعه، فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء، فلما خرج الرجل إلى الباب، فرق المال على الجميع، وبلغ الخليفة ذلك فاستدعاه، فعاتبه على ذلك، فقال:

يجود علينا الخيّرون بمالهم

ونحن بمال الخيرين نجودُ

فأعجبه ذلك، وأمر أن تملأ له عشر مرات، وقال: الحسنة ب10 أمثالها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vzebadr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"