على مقاس المستقبل

كل فرصة تفتح باباً لتنير درباً أمام الطلاب نتمسك بها، وننتظر منها أن تحمل لنا ولأبنائنا الكثير من الفرص والكثير 
من المعلومات المفيدة والمهمة، ومعرض «جيتكس ٢٠٢٣» العالمي للتعليم والتدريب المقام في دبي، يفتح مجالات أمام الطلاب وأولياء الأمور وكل المعنيين بالقطاع التعليمي والتعليم العالي، للاطّلاع على أحدث ما وصل إليه المجال التربوي في العالم، والأهم أنه يجيب عن تساؤلات كثيرة تشغل بال كل طالب وأهله في هذا الزمن.
«ما التخصص الأنسب لهذا الزمن والذي يجد الطالب لنفسه فرصاً مفتوحة للعمل؟»، ربما هو السؤال الأكثر تداولاً والأكثر حيرة، ولعل أهمية المعرض تنبع من هذه النقطة تحديداً، حيث لا يقتصر على التعليم فقط بل يمتد إلى مرحلة التدريب أيضاً، والتي تنقل الطالب من المرحلة النظرية إلى المرحلة العملية، وتكون الخطوة الأولى للانخراط في عالم التطبيق والعمل الحقيقي!. 
المعرض يجمع أهم الشخصيات وروَّاد قطاع التعليم والتدريب في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ما يعني أنه فرصة لتلاقي الأفكار الحديثة والاطّلاع على أهم ما توصل إليه المعنيون في قطاع التعليم في العالم، في ظل التطور التكنولوجي وتغير أنماط ومتطلبات حياة البشر في هذا الزمن؛ فضلاً عن تقديم المعرض فرصة للاطّلاع على البرامج الأكاديمية والمنح التعليمية للطلاب، إنما المهم أن يكون فرصة نعرف كيف نستفيد منها كي نطوّر من تعليمنا، ونطوّر من أساليب تفكير طلابنا ونساعدهم على تحويل طموحاتهم وأحلامهم إلى واقع ملموس، يستفيدون منه وتستفيد المجتمعات منهم ونثري من خلالهم أسواق العمل، ونفتح أمام الأجيال الجديدة مجالات أوسع لتخصصات جديدة يحتاج إليها سوق العمل فعلياً. 
الدورة ال ٣٥ من المعرض العالمي للتعليم والتدريب «جيتكس»، تستمر إلى الغد، فحبذا لو يستفيد منها أكبر قدر ممكن من الطلاب خصوصاً أن نحو ١٥٠ جامعة تشارك في المعرض، وحبذا لو تكون فرصة ذهبية كي نطّلع جميعاً على أحدث ما توصل إليه القطاع التعليمي في العالم ونبدأ في تطبيق المناسب منه في مؤسساتنا، لأننا ما زلنا نقع في حيرة بين أفكارنا التقليدية كأولياء أمور وبين متطلبات العصر والمستقبل، ونتمنى أن يتسلّح الأبناء بالوعي الكافي والفهم لمختلف المجالات والتخصصات، كي يتمكنوا من الاختيار والإقبال على التعليم بشغف من أجل تحقيق أحلامهم والتي ستكون بلا شك على مقاس المستقبل.
[email protected]