مثل رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان أمام القضاء مجدداً، أمس الاثنين، في حين اعتقلت شرطة البنجاب أكثر من 3500 شخص في مختلف أنحاء الإقليم، في إطار حملة لفرض إجراءات صارمة ضد العاملين في حزب حركة «إنصاف» التي يتزعمها خان، وطالب مئات من المتظاهرين الموالين للحكومة باستقالة رئيس المحكمة العليا بسبب إطلاقه سراح خان بعد توقيفه لوقت قصير الأسبوع الماضي.
وأثار احتجاز خان مواجهات عنيفة في مدن باكستانية عدة بين أنصاره والقوى الأمنية، ما أدى لمقتل 9 متظاهرين واعتقال الآلاف. ومثل خان أمام محكمة في لاهور، للرد على الاتهامات الموجهة إليه بالتخطيط لأعمال العنف التي أعقبت توقيفه، بحسب أحد محاميه. وأكد محاموه أنهم يسعون للحصول على معلومات حول القضايا الجديدة التي تربطه بالمواجهات التي اندلعت بعد اعتقاله. وستتواصل القضية اليوم الثلاثاء. ووصل خان إلى المحكمة برفقة زوجته بشرى بيبي المتورطة أيضاً في قضية الفساد التي تسببت باعتقاله. ويقول خان إنه يتعرّض لمضايقات قضائية بدفع من الحكومة والجيش لمنع عودته إلى السلطة.
إلى ذلك، اعتقلت شرطة البنجاب أكثر من 3500 شخص في جميع أنحاء الإقليم، في إطار حملة لفرض إجراءات صارمة ضد العاملين في حزب حركة «إنصاف»، إلى جانب تحديد المشتبه بهم في ارتكاب هجمات على مقر القيادة العامة ومنزل قائد فيلق لاهور. ونقلت صحيفة «ذا نيوز» الإخبارية الباكستانية، أمس الاثنين، عن رئيس وزراء إقليم البنجاب المؤقت، محسن نقفي، قوله لصحفيين بارزين، إنه في التاسع من مايو/أيار الحالي، وقعت حوادث إرهابية مروعة في العديد من المدن، ومن بينها لاهور. وبالمقابل، طالب مئات من المتظاهرين الموالين للحكومة في باكستان، أمس الاثنين، باستقالة رئيس المحكمة العليا بسبب إطلاقه سراح عمران خان. وانتشرت قوات الأمن بشكل كثيف في العاصمة، مع تجمع المتظاهرين قرب المحكمة. وقال مالك حسام محمود الداعم لحزب رئيس الوزراء شهباز شريف إن «رئيس المحكمة وعدداً من رفاقه يلحقون العار بالقضاء بشكل لم يسبق له مثيل. عدالتهم تخدم زعيماً واحداً فقط».
وتوافدت حافلات ومركبات مكتظة بأنصار الحكومة الباكستانية إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة إسلام آباد احتجاجاً على إطلاق سراح خان. وشق الآلاف طريقهم نحو مقر المحكمة العليا لتنظيم اعتصام نادر ضد قرارها بمنح خان «إفراجاً غير مبرر» بعد اعتقاله على خلفية قضية فساد.
والدعوة للاحتجاج علامة على تصاعد التوتر بين القضاء وحكومة رئيس الوزراء شهباز شريف، والذي تولى المنصب بعد الإطاحة بخان في اقتراع على الثقة بالبرلمان العام الماضي. (وكالات)
