أعلنت كل من «غوغل» و«أمازون» عن تكثيف استثماراتهما في الهند، بينما وصف تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، الهند ب«الفرصة الهائلة»، وذلك عقب اجتماع على مائدة الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض جمع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بقادة شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.
يسعى عمالقة التكنولوجيا إلى تحفيز النمو في سوق رئيسية، مثل الهند، التي باتت بالنسبة لهم سوقاً ذات أولوية مثل الصين، فيما وصف مراقبون الاجتماع بأنه جزء من الصراع بين أمريكا والصين من جهة والتحديات في العلاقات بين الهند والصين من جهة موازية، وفيما يمكن أن يوصف ب«حرب باردة رقمية».
وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، إن «غوغل» ستفتح مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المالية في مدينة التكنولوجيا في غوجارات، المعروف أكثر باسم «جيفت سيتي» GIFT City.
وقال بيتشاي إن غوغل ستجلب أيضاً روبوت الدردشة الخاص بالذكاء الاصطناعي Bard إلى المزيد من اللغات الهندية. وقالت «غوغل» سابقاً إنها تطور نموذجاً للذكاء الاصطناعي يمكنه التعامل مع أكثر من 100 لغة هندية عبر الكلام والنص، وهو محرك من شأنه أن يوسع الوصول إلى الإنترنت إلى ما وراء الأقلية الحضرية الناطقة باللغة الإنجليزية في البلاد.
ولا تزال الهند سوقًا ذات أولوية عالية لمعظم شركات الإنترنت الأمريكية الكبرى مثل «ميتا» و«أمازون» و«غوغل» و«تويتر»، ولكنها سوق واجهوا فيها جميعاً مشكلات تنظيمية.
وتم الإعلان عن عدد كبير من الصفقات الاقتصادية خلال زيارة مودي إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك شركة ميكرون للاستثمار في منشأة تجميع واختبار أشباه الموصلات بقيمة 2.75 مليار دولار في الهند.
- استثمارات أمازون
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي ل«أمازون»، آندي جاسي، لرئيس الوزراء الهندي، خلال الاجتماع، إن الشركة ستستثمر 15 مليار دولار إضافية في الهند. مضيفاً أن الاستثمار سيرفع إجمالي قيمة استثمارات عملاق التجارة الإلكترونية في جميع القطاعات بالهند إلى 26 مليار دولار بحلول 2030.
وأفاد منشور على مدونة ل«أمازون» بأن مودي وجاسي تحدثا عن دعم الشركات الناشئة الهندية وخلق وظائف وتيسير الصادرات والتحول الرقمي وتمكين الأفراد والشركات الصغيرة من التنافس على الصعيد العالمي.
ويأتي الإعلان في أعقاب إعلان وحدة الحوسبة السحابية التابعة لأمازون (أمازون ويب سيرفيسز) الشهر الماضي أنها ستستثمر 1.06 تريليون روبية (12.9 مليار دولار) في الهند بحلول نهاية 2030.
ووصف تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل الهند بأنها «فرصة هائلة» عقب اجتماع الجمعة، الذي تم خلاله مناقشة الفرص والتحديات في الاستثمار في الهند. وفي وقت سابق من الأسبوع التقى مودي مع إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا. وبعد انتهاء اجتماع البيت الأبيض، قال تيم كوك، لشبكة «سي ان بي سي» إن الهند تمثل «فرصة هائلة». وعندما سئل عما إذا كانت شركة أبل ستواصل التوسع هناك أشار إلى متجرين للبيع بالتجزئة افتتحتهما الشركة في الهند في وقت سابق من هذا العام.
وبعد اجتماع، الجمعة، قال البيت الأبيض إن غوغل ستعمل مع المعهد الهندي للعلوم على مصادر مفتوحة لبيانات الكلام لنماذج الذكاء الاصطناعي.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن ايه آي»، سام ألتمان، في واشنطن لحضور هذا الحدث، وذكر شخصان مطلعان على الأمر لشبكة «سي ان بي سي» أن ألتمان ومودي ناقشا فرص التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي. وكان هيمانت تانيجا، الرئيس التنفيذي لشركة رأس المال الاستثماري «جنرال كاتاليست»، ضمن حضور المائدة المستديرة.
- حرب باردة رقمية
وذكر ل«سي إن بي سي» نواياه لإيجاد توافق في الجهود المبذولة لتبسيط قواعد نقل التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والهند، والتي تجاوزت الصين باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم. كما أن العلاقات الأمريكية مع الصين باتت متوترة بشكل متزايد في السنوات القليلة الماضية. وقال إنهم في حرب باردة رقمية مع الصين وإن هذا النهج سيعزز في نهاية المطاف بيئة من التعاون المتزايد.
وكانت زيارة مودي بمثابة فرصة للإعلان عن خطط للقيام باستثمارات كبيرة في الهند ومن ذلك ما تهدف إليه شركة ميكرون وهو فتح منشأة في ولاية غوجارات مسقط رأس مودي حيث يبحث قطاع الرقائق الأوسع عن طرق لتنويع سلسلة التوريد الخاصة بها. وكشفت «لام ريسيرش» عن خطط لتدريب 60 ألف مهندس هندي.
ورغم ذلك هنالك بعض العقبات التي تواجه التوظيف في الهند، كإيجاد عمالة ماهرة بدرجة كبيرة وقوانين العمل غير المحدثة، وهي تحديات أمام الشركات الأمريكية عندما يتعلق الأمر بالتوظيف في الهند.
