أيام مباركة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

أيام مباركة هذه التي نعيش أجواءها ونحيي مشاعرها.. يجتمع فيها المسلمون قادمين من كل فج عميق ليقفوا على صعيد واحد، شغلهم الشاغل التلبية والشكر والحمد والدعاء لله رب العالمين بالرحمة ومغفرة الذنوب، تائبين منيبين.
إنها أيام ليست كأي أيام من أيام العمر، هي أيام من أخلص فيها النية لله بالتوبة النصوح، أخرجه الله من ذنوبه صافياً كيوم ولدته أمه.
أيام الحج كلها مباركة، فرضها الله علينا ليطهرنا ويزكينا ويفرح قلوبنا، فهو القريب المجيب، الأقرب إلينا من حبل الوريد، العارف بسرنا وجهرنا، وبلا شك أن من نوى الحج بقلب موقن مؤمن متيقن مخلص لله ورسوله كافأه الله خير الجزاء.
هي أيام مباركة سواء لمن توجه لتلك الرحاب المباركة والأرض الطاهرة أو بقي بين أهله وناسه، الجميع في فرح وسعادة، هذا يؤدي مناسكه وما فرضه ربه عليه، راجياً عفوه وغفرانه، وهذا مبتهج يفرح بعيد هو ثاني أعياد الإسلام.
كنا ونحن صغار ننتظر الأعياد بفارغ الصبر فهي تعني الجديد بكل معنىً فيه، تعني ملابس جديدة وشكلاً جديداً بعد زيارة الحلاق، تعني فرحة غامرة بما يجود به الأهل والأقارب من عيدية تنعش الجيوب وتفرح القلوب، تعني اجتماعاً عائلياً كبيراً، زيارات ممتدة من بعد صلاة العيد حتى المساء، تمر على البيوت بيتاً بيتاً، تسلم وتهنئ وتبارك، تعني البهجة والسرور والسعادة.
أيام مباركة في حلها وترحالها، ينتظر فيها أهل كل حاج عودته بعد أداء مناسكه بشوق ليس ككل شوق، شوق تجلله الرايات الخضر التي ترفع الكف على البيوت معلنة أن هذا البيت قد حلت فيه البركة ففي هذا البيت حاج أو حاجة أو حجاج.
هي أيام مباركة يعتق الله فيه من النار ما لا يعتق في غيرها من سائر الأيام، هي أيام مباركة يباهي الله فيها بعباده الذين اجتمعوا في مكان واحد يؤدون فرضهم ونسكهم وعباداتهم، ونزل فيها كمال دين الإسلام وتمام نعمة الله تعالى علينا ورضاه بالإسلام لنا ديناً، إذ قال تعالى في محكم كتابه: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، ونزلت على رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهو واقف بعرفة يؤدي مناسك الحج.
أيام مباركة خيرها لا ينتهي، المهم كيف نتعامل معها، كيف نحييها، كيف نؤدي واجبها، نحقق فيها سعادتنا وسعادة من حولنا ومعنا، كيف نوظفها لخدمة مجتمعنا ووطننا وناسنا، كيف نكون فيها إلى الله أقرب وأقرب قلباً وقالباً.
وكل عيد وأنتم بخير

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mv6vhnpk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"