عادي

ماذا يحدث في «خام دبي».. وكيف أربك تجار صينيون حركة النفط العالمية؟

11:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

اتخذت شركتان عملاقتان في قطاع النفط والتكرير في الصين، أكبر موقفين متعارضين في تجارة النفط الخام في الشرق الأوسط منذ سنوات، ما أدى إلى إحداث تغير في تدفقات الشحن العالمية، وإرباك تجار النفط في جميع أنحاء العالم.

فخلال هذا الشهر تذبذب خام دبي بشدة، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى المزايدات والعروض الجادة من الوحدات التجارية لمصافي النفط الصينية وشركتي «بتروتشاينا» و«سينوبك»، أكبر شركات النفط والتكرير في الصين. وقد اشتد هذا الموقف بمرور الوقت، بجانب المشاركين النشطين الآخرين، بما في ذلك مجموعة «فيتول» و«توتال إنرجيز».

وفي العادة فإن التعارض الظاهر بين الشركات الصينية العملاقة المملوكة للدولة أمر غير شائع، وفي هذه الحالة يكون نشاط الشركات في معيار أسعار النفط الرئيسي في الشرق الأوسط غريباً بشكل خاص؛ لأن كليهما مصاف كبيرة يجب عليها، من الناحية النظرية، أن تكون حريصة على الحصول على النفط الخام بأرخص سعر ممكن، ولكن بدلاً من ذلك تتقدم «بتروتشاينا» في هونغ كونغ بمزايدات وتشتري البضائع، في حين تقوم شركة «يونيبك» التابعة لشركة «سينوبك» بتقديم عروض شحنات وبيعها.

وهذا الشهر تم تداول أكثر من ألف من عقود مشتقات في نافذة التسعير الحيوية، والتي تحدد سعر خام دبي، بالقرب من ثلاثة أضعاف المتوسط الشهري في عام 2023 وأكبر حجم منذ سنوات.

وقال ما لا يقل عن 10 تجار: «إن النشاط الذي كان مفاجئاً للجميع، نظراً للأنماط المعتادة للكيانات الصينية، جعل من الصعب التأكد من القوة الحقيقية للسوق، والشرق الأوسط كجزء محوري من سلسلة توريد البترول، وكذلك بالنسبة إلى التأكد من حالة انتعاش الصين».

  • «خام دبي»

ويشكل سعر خام دبي أساس جميع الصادرات تقريباً من الشرق الأوسط، بما في ذلك من المملكة العربية السعودية، وهذا يعني أن أي قوة أو ضعف في سعره يُترجم مباشرة إلى القدرة على تحمل كلفات مشتريات النفط من جميع أنحاء المنطقة، وعدد البراميل التي تتدفق من أماكن أخرى في العالم إلى آسيا.

ومن المحتمل أيضاً أن تسهم الزيادة في تعزيز أسواق النفط المشابهة للأنواع الموجودة في الشرق الأوسط، وقد قفز النرويجي «يوهان سفيردروب» بنحو دولار واحد للبرميل بعد أن اشترت «يونيبك» الخام.

وقال التجار إن التغيرات في تدفقات الشحن العالمية، ربما لم تكن لتحدث دون الارتفاع الحاد في النشاط الصيني.

وفي سوق العقود الآجلة يعد خام دبي عقداً أصغر بكثير من بعض العقود، مثل برنت وويست تكساس الوسيط، ولكن في الأشهر الأخيرة تزايدت عقود الفائدة المفتوحة لـ«خام دبي» بشكل ملحوظ، وهو مؤشر على اتخاذ المزيد من المراكز.

  • «بلاتس دبي»

عادةً تعكس المزايدات والعروض على نافذة «بلاتس دبي» وجهة نظر الشركات في سوق الشرق الأوسط؛ حيث يمكن للتجار شراء وبيع عقود خام دبي الجزئية على النافذة والحصول على التسليم الفعلي، بما في ذلك «عمان» و«زاكوم العلوي» و«دبي»، بعد 20 صفقة.

وتقدم «يونيبك» بقوة عقود دبي الجزئية، مشتقات تسمح عند دمجها للمتداولين ببيع شحنات نفط كاملة من المنطقة. وسلمت الشركة حتى الآن 41 شحنة (20.5 مليون برميل) إلى مشترين مختلفين، واشترت «بتروتشاينا إتش كيه» 11.5 مليون برميل.

وتبقى شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية من بين أكثر المزايدين نشاطاً، إلى جانب «بتروتشاينا»، وظلت أيضاً تبيع الشحنات في نافذة تسعير موازية لبحر الشمال لمعظم الوقت هذا الشهر.

وسبق أن حدثت هذه الظاهرة من قبل بواسطة عملاقين صينيين في عام 2015، عندما اشترت «وحدة تابعة لشركة الصين الوطنية المتحدة للنفط» 36 مليون برميل نفط الشرق الأوسط، معظمها من شركة «يونيبك».

وذكرت «بلاتس»، وهي وحدة تابعة لشركة «إس آند بي غلوبال»، والتي تدير نافذة التسعير في دبي، أن نشاط التداول هو الأكبر منذ عام 2015، وأن بيع وشراء الشحنات كان بين مجموعة واسعة من المشاركين في السوق.

وأضافت أن أسعار خام دبي تعززت بفعل مجموعة من العوامل؛ من بينها خفض إنتاج أوبك والزيادات الرسمية في أسعار البيع من السعودية؛ وهذا نقلاً عن تجار. (بلومبيرغ)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ytshdk9h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"