تخلّص من الذئب

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

للضغوط تأثيرها العميق في الصحة النفسية والجسدية، سواء كانت ضغوطاً مادية أو معنوية، متعلقة بالعلاقات الإنسانية مع المحيطين، أو ناجمة عن العلاقات بالمحيط من الأشياء والعمل والظروف. 
يعيش الفرد حالة من التقوقع على ذاته كلما عصفت به هذه الضغوط والطاقات السلبية، وفيما ينهمك في محاولة تجاوزها وتفاديها يجد نفسه في العمق من القلق والخوف واللاتوازن الداخلي الذي تنتج عنه صراعات نفسية وأعطاب جسدية تجلب أمراضاً مختلفة.
في تجربة تنسب للعالم ابن سينا تتضح هذه النتائج على حملين، فقد وضع حملين منفصلين كل واحد في قفص، وكان الحملان متساويين في الوزن والعمر، ومن سلالة واحدة ويتغذيان من العلف نفسه، وحين فصلهما وضع بجانب الأول ذئباً في قفص يراه كل يوم، ويسمعه ويشم رائحته، بينما وضع الحمل الآخر في قفص بعيد عن هذه الظروف وهذا الذئب، وبعد أشهر مات الحمل الذي يشاهد الذئب يومياً، بسبب الضغط والتوتر والقلق والخوف والرعب برغم أن الذئب كان في قفصه ولم يتعرض له بأي أذى، فيما عاش الحمل الثاني الذي لم يشاهد الذئب بصحة وسلام وكانت تغذيته جيدة.
في حياتنا يكمن هذا الذئب المتربص في أولئك الأشخاص السلبيين الذين يحيطون بنا ويمتصون طاقاتنا الإيجابية بما يحملونه من طاقة سلبية وما يسببونه من أذى نفسي وجسدي في بعض الأحيان، فيما نحن عاجزون على أن نبعدهم عن حياتنا أو أن نبتعد عنهم بكل بساطة. هؤلاء يشكلون مصدراً مخيفاً للضغوط اليومية الكفيلة بتدمير الصحة والجسد، وأحيانا يكونون في العمق من القرب وبداخل بيوتنا ممن تربطنا بهم صلة دم أو قرابة، أو زملاء في العمل نضطر للتعامل معهم بشكل يومي لئلا نخسر وظائفنا، ولهذا يصعب إبعادهم وإبعاد طاقتهم السلبية عن حياتنا، الأمر الذي يحتاج الى شجاعة حقيقية وتحد وإصرار مُلحّ، ورغبة في العيش بسلام بعيداً عن هؤلاء الأشخاص، فيما نجد هذا الذئب على شكل شيء مادي أو معنوي، يستمر في جرنا للهاوية التي لا تحتوي إلا على المشاعر السلبية والقلق. 
تبدأ الراحة النفسية والجسدية مع بداية تقنين العلاقات السلبية، وبداية التخلص من القلق الذي ينتجه شخص أو شيء ما، وما أكثر الأشياء التي تبعث القلق والخوف والترقب في حياتنا.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdh49tj4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"