كشف فيلم وثائقي أنتجته شبكة «بي بي سي»، عام 2022، أن الغواصة المنكوبة «تيتان» لها تاريخ في مواجهة الكوارث المهددة لسلامة ركابها.
وتداولت وسائل الإعلام مقطعاً من الوثائقي الذي تم تصويره داخل الغواصة الصغيرة، ويظهر خلاله قائدها،سكوت جريفث، وهو يبلغ طاقمه بوجود مشكلة في الدافعات، خلال رحلة استكشافية العام الماضي.
وظهر جريفث وهو يزف النبأ المقلق لطاقمه: «يوجد مشكلة في الدافعات، أحاول الدفع لكن لا يحدث أي شيء»، ثم سألهم إذا ما كانت الغواصة تلف حول نفسها في المياه، لترد الراكبة رينيتا روخاس «نعم، يبدو أنك تتجه إلى الشمال».
وبدا على قائد الغواصة التوتر حين سمع تلك الإجابة، ليقول لمرافقيه: «يا إلهي، لدينا مشكلة، حين ندفع نتجه إلى الأمام، لكن أحد الدافعات يسير للخلف الآن، وما يمكنني عمله الآن هو الدوران في 360 درجة»، ما أصاب رينيتا روخاس بالذعر، لتمسك برأسها بين يديها ويخيم الصمت، بحسب صحيفة «ديلي ميل».
وتدخل أحد العلماء المرافقين ليسأل قائد الغواصة عن سبب العطل، فأجابه: «لقد استبدلوا أحد الدافعات»، ليرد الراكب مندهشاً «أتقصد أنهم ركبوه في الاتجاه الخاطئ؟ لكن ليس من المفترض أن يؤثر في سير الغواصة».
ارتبك قائد الغواصة من سؤال الراكب، وأخبره بصحة ما قاله، وأن العطل لم يكن من المفترض حدوثه.
وظهر خلال الوثائقي، ستوكتن راش، المدير التنفيذي لشركة «أوشن جيت» المالكة للغواصة، وهو يحاول مساعد طاقم الغواصة، من السفينة الأم، وبدأ بإعادة برمجة ذراع التحكم، واستعاد السيطرة على الغواصة، فيما استعاد طاقم الغواصة أنفاسهم بعد مرورهم بالتجربة المرعبة.
وتحدث طاقم الغواصة في مقابلة بعد خروجهم إلى سطح المياه، عن تجربتهم الصعبة، التي فكروا خلالها في فشل المهمة، وقالت رينيتا روخاس «شعرت بأننا لن ننجح، كنا على بعد 300 متر من تيتانيك، ولم يكن باستطاعتنا سوى اللف في الدوائر».
وأضاف أويزين فانينج، أحد الركاب الآخرين أنه شعر بالتوتر والخوف من فشل الرحلة، وقال لنفسه: «نحن على مسافة 300 متر من تيتانيك وسنضطر لإلغاء الرحلة والعودة إلى السطح».
وفقد طاقم الغواصة السياحية «تيتان» في 18 يونيو/ حزيران أثناء نزولها إلى حطام السفينة «تيتانيك»، حيث تناقلت وسائل الإعلام ما ذكرته شركة «أوشن غيت» المشغلة للغواصة في بيانها، باعتقادها أن الركاب الموجودين فيها قد لقوا حتفهم في الحادثة، فيما كانت تحمل رئيس الشركة المنظمة للرحلة، ستوكتون راش، والمليونير شاهزادا داود، 48 عاماً، من أصل باكستاني، وابنه سليمان داوود، 19 عاماً، فضلاً عن الملياردير البريطاني، هاميش هاردينغ، 58 عاماً، والمستكشف الفرنسي، بول هنري نارجوليه، 77 عاماً.
وعثر خفر السواحل الأمريكي، يوم 28 يونيو/ حزيران، على حطام الغواصة «تيتان» التي غرقت في المحيط الأطلسي خلال الرحلة السياحية إلى حطام سفينة «تيتانيك».
