عادي

تعرف إلى فرنسية في صفوف المقاومة الجزائرية

20:18 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: الخليج

أصدرت دار الكرمة للنشر والتوزيع رواية «ملحمة أنيت» بترجمة الكاتب سمير جريس، الذي وقع اختياره على هذا العمل، لطبيعة محتواه، الذي يمس بشكل مباشر حرب التحرير الجزائرية، وانخراط بعض المثقفين الفرنسيين في مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، ومنهم «آن بومانوار» بطلة هذا العمل الأدبي، الذي وجد صدى كبيراً في أوساط المثقفين والمهتمين بالأدب، وفاز بعدة جوائز.

في عام 2020 فازت الكاتبة الألمانية أنه فيبر بجائزة الكتاب الألماني، وجاء في حيثيات الفوز: «لا تقلّ القصة التي كتبتها في قوتها، عن قوة بطلتها، إنه لأمر مبهر، كيف يبدو هنا الشكل الملحمي القديم طازجاً، وبأي خفة استطاعت فيبر تكثيف حياة آن بومانوار، المناضلة في حركة المقاومة ضد فرنسا، وتحويلها إلى رواية عن الشجاعة، وصلابة المقاومة، والنضال من أجل الحرية».

  • طابع ملحمي

«يمكن قياس قوة حكاية فيبر من خلال قوة بطلتها» ذلك ما أكدت عليه لجنة التحكيم في حيثيات الفوز، مثنية على الحبكة والاسترسال الملحمي في قصة حياة المقاومة الفرنسية آن بومانوار، إنها كتابة عن التاريخ الألماني - الفرنسي أساس أوروبا الحالية ف«ملحمة أنيت» حافلة بالصعاب، ترويها فيبر برهافة حس، لا مثيل لها، وبسخرية خافتة، لقد اكتشفت الكاتبة أنيت، وقصت علينا قصتها.

الجائزة التي نالتها أنه فيبر كانت لتكريم «بطلة واقعية» كما عبرت عن ذلك قائلة: آن بومانوار، الإنسان الحقيقي، المرأة التي أروي حكايتها هنا، استحقت الشكر من الكاتبة، التي تعيش في باريس.

تحكي أنه فيبر قصة حياة بومانوار، التي أنقذت عندما كانت طفلة مراهقين يهوديين، وبسبب ذلك نالت لاحقاً لقب «منصفة بين الأمم» وبعد الحرب انضمت إلى الحزب الشيوعي، وتزوجت وصارت أماً، وعاشت حياة شبه طبيعية في مرسيليا، وعملت في مجال الفسيولوجيا العصبية، لكن ذلك لم يستمر طويلاً.

بومانوار، التي ولدت عام 1923 في فرنسا، نشطت في صفوف حركة التحرير الجزائرية، وبسبب ذلك حكم عليها في عام 1959 بالسجن عشر سنوات، وهربت من السجن بطريقة لا تصدق، وكانت عضواً في حكومة الرئيس الجزائري أحمد بن بلة قبل أن تهرب مرة أخرى - إلى سويسرا هذه المرة – حيث عملت طبيبة أعصاب.

يقول سمير جريس إن الكاتبة الألمانية - الفرنسية أنه فيبر اختارت أن تروي حياة بومانوار بشكل يقارب الملاحم الإغريقية، لأن حياتها لا تقل بطولة عن هؤلاء الأبطال الأسطوريين، وتؤكد لنا أن الأبطال الحقيقيين ما زالوا موجودين في عصرنا.

بعد أن فازت هذه الرواية بجائزة الكتاب الألماني عام 2020، وهي أرفع جائزة للأدب الألماني، فازت بجائزة بريميو ستريجا الإيطالية المرموقة عام 2021، وترجمت إلى عدة لغات، منها اللغة العربية.

  • ثناء

حاز العمل ثناء الكثيرين فهو يحقق لك «متعة قراءة حقيقية من البداية إلى النهاية» وحسب دير شبيجل فهو «بالتأكيد أحد أفضل كتب العام» وقيل أيضاً: «يا لها من حياة يا لها من امرأة، ونعم يا له من كتاب» و«منذ زمن طويل لم يذهلني كتاب ألماني مثل هذه الرواية».

ولدت أنه فيبر في الثالث عشر من نوفمبر عام 1964، وهي كاتبة ومترجمة، تعيش منذ عام 1983 في باريس، وقد درست الأدب الفرنسي وعلم الأدب المقارن في جامعة السوربون، وترجمت عدداً من الروايات الألمانية المعاصرة إلى الفرنسية.

كتبت روايتها الأولى عام 1998 بالفرنسية، ثم ترجمتها إلى الألمانية، وفي الآونة الأخيرة عادت لتكتب أولاً بالألمانية، قبل أن تترجم أعمالها إلى الفرنسية، ومن أعمالها بالألمانية: «إيدا تخترع البارود» (1999) و«هواء وهوى» (2010) و«وادي الروائع» (2012).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5x3f8vde

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"