«كوب 28» والاحتباس الحراري

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

موجة حر غير مسبوقة سجلها العالم، الذي عايشت بعض دوله لأول مرة في تاريخها حرارة تجاوزت ال 48 درجة، في شهر وُصف أسبوعاه الأول والثاني بالأكثر سخونة خلال العام، مع تزايد المخاوف من التأثير السلبي للطقس الحار في الإنسان والطبيعة وكل ما يدب فوقها من حياة.

العالم الذي لطالما أثارت قضية الاحتباس الحراري مخاوفه، جاءت موجة الحر الحالية لتؤكد ضرورة التزام دوله باتفاق باريس لخفض درجة الحرارة، والذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس عام 2015، خصوصاً مع موافقة مجموعة كبيرة من الدول على بنوده لمكافحة التغير المناخي والحد من آثاره الضارة.

«كوب 28» الذي تستضيفه دولة الإمارات يقترب موعده شيئاً فشيئاً مع تزايد مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري، وتؤكد الإمارات أنه سيشكل لحظة مفصلية في العمل المناخي العالمي، حيث سيعمل على توحيد الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون، وتحديد فرص التعاون المتاحة لإيجاد الحلول للتحديات المناخية.

قد يكون الهدف الرئيسي الذي على المشاركين الالتزام به هو العمل للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بحدود درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة الحديثة، والسعي إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، ومساعدة الدول المتأثرة بالتغير المناخي من زيادة قدرتها التكيفية، وتعزيز التمويل لتنفيذ إجراءات مكافحة التغير المناخي.

الإمارات مُصرّة على تنظيم نسخة استثنائية من مؤتمر «كوب» وقيادة الحراك العالمي للتصدي لظاهرة تغير المناخ، حيث ستعمل من خلال تنظيمها للحدث على تحفيز الدول المشاركة لتحديد خططها الوطنية للتخفيضات المتعلقة بانبعاثات الغازات الدفيئة، والتقدم بتقارير منتظمة عن التقدم المحرز.

جهود الدولة في التصدي لظاهرة التغير المناخي وتعزيز الاستدامة البيئية على المستوى العالمي كبيرة، حيث قامت باتخاذ عدة إجراءات ومبادرات لتعزيز الوعي بالتغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة، وزيادة نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتعزيز الابتكار في قطاع الطاقة، فضلاً عن تعاونها مع العديد من المؤسسات الدولية والدول الأخرى لمواجهة التغير المناخي، وبحث سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة المستدامة، وتحقيق أهداف اتفاقية باريس.

الإمارات التي تقود الحراك العالمي لمواجهة ظاهرة التغير المناخي وتعمل جاهدة على تعزيز الاستدامة البيئية في العالم، تدرك جيداً أن مكافحة التغير المناخي تعتبر تحدياً عالمياً يتطلب جهوداً مشتركة من قبل المجتمع الدولي بأسره، لتحقيق تقدم فعال في هذا الصدد، وهو ما تعمل عليه وما سيشاهده العالم بعد قرابة 4 أشهر في «كوب 28» عندما ترسم الإمارات خريطة جديدة للعمل المناخي عنوانها الاستدامة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wv27t3u9

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"