دبي: «الخليج»
رفع صندوق النقد الدولي، الثلاثاء، توقعاته بشأن النمو للاقتصاد العالمي، ليصبح أكثر إيجابية بشكل طفيف على الرغم من تباطؤ الزخم من الصين.
وفي آخر تحديث لآفاق الاقتصاد العالمي، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي في عام 2023 بمقدار 0.2 نقطة مئوية إلى 3%، ارتفاعاً من 2.8% في تقييمه لشهر إبريل/ نيسان. وأبقى صندوق النقد الدولي على توقعات النمو لعام 2024 من دون تغيير عند 3%.
ومن حيث التضخم، توقع الصندوق أيضاً تحسناً عن العام الماضي؛ حيث من المتوقع أن يصل التضخم العام إلى 6.8% هذا العام، منخفضاً من 8.7% في عام 2022. ومع ذلك، من المتوقع أن يتراجع التضخم الأساسي، الذي يستبعد العناصر المتقلبة، بشكل أبطأ إلى 6% هذا العام، من 6.5% العام الماضي.
مواصلة التعافي
وبحسب الصندوق، يواصل الاقتصاد العالمي التعافي تدريجياً من الوباء والحرب في أوكرانيا. قال بيير أوليفييه جورنشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، في مدونة مصاحبة الثلاثاء: «إن علامات التقدم لا يمكن إنكارها على المدى القريب».
وأضاف: «مع ذلك، لا تزال هناك تحديات كثيرة تلوح في الأفق، ومن المبكر جداً الاحتفال».
وسلط صندوق النقد الدولي، الضوء على المخاوف من تشديد شروط الائتمان، واستنفاد مدخرات الأسر في الولايات المتحدة، وانتعاش اقتصادي أقل من المتوقع في الصين من عمليات الإغلاق الصارمة ل «كوفيد 19».
تراجع النمو في الشرق الأوسط
وتوقع الصندوق تراجع النمو في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى من 5.4% في 2022 إلى 2.5% في 2023، بانخفاض قدره 0.4 نقطة عن التوقعات السابقة، وهو ما يعزيه إلى تباطؤ النمو في المملكة العربية السعودية بدرجة أكثر حدة من المتوقع من 8.7% في 2022 إلى 1.9% في 2023.
ففي الولايات المتحدة، فإن المدخرات الزائدة من التحويلات المرتبطة بالوباء، والتي ساعدت الأسر على تجاوز أزمة كُلفة المعيشة وتشديد شروط الائتمان، قد استُنفدت تقريباً. وفي الصين، يظهر الانتعاش بعد إعادة فتح اقتصادها، علامات على فقدان القوة وسط مخاوف مستمرة بشأن قطاع العقارات، مع ما يترتب على ذلك من آثار في الاقتصاد العالمي.
نمو الولايات المتحدة
وتوقع الصندوق أن تنمو الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، بنسبة 1.8% هذا العام و1% في عام 2024، وفقاً لصندوق النقد الدولي. وفي الصين، من المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي من 5.2% هذا العام إلى 4.5% في عام 2024.
وقال صندوق النقد الدولي في تقريره: «الضعف المستمر في قطاع العقارات الصيني يلقي بثقله على الاستثمار، ويظل الطلب الأجنبي ضعيفاً، ويشير ارتفاع البطالة بين الشباب إلى 20.8% في مايو/ أيار 2023 إلى ضعف سوق العمل».
وأضافت أن «البيانات عالية التردد حتى يونيو/ حزيران تؤكد تراجع الزخم في الربع الثاني من عام 2023»
ومن بين الاقتصادات الرئيسية في أوروبا، تعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي خفض فيها صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو لهذا العام. ويتوقع الصندوق انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.3% هذا العام، وهو ما يمثل انخفاضاً بمقدار 0.2 نقطة مئوية عن توقعات إبريل/ نيسان.
وقال صندوق النقد الدولي: «إن هذا يرجع إلى ضعف إنتاج التصنيع، وانخفاض أداء النمو خلال الربع الأول من هذا العام».
