تنفّس

تنفّس رغم الصعوبات، رغم التعب، تنفّس وأنت فرح مع كل لون وصورة، تنفّس الحب، والوفاء ومع الرفقة، تنفّس حتى لا تتعب، ولا تترك أمرك محيراً بين ما تريد والمستقبل، تنفّس مع شريك العمر، ومع ما اخترته من شغف، تفاصيل يومك، احلم وحلق عالياً، تنفّس الصمت والصخب، واجعل لذاتك عنواناً تعود إليه، تنفّس الجمال في خلق الله وصوره، والسماء في صفاء جوها ومطرها.. ابتعد واقترب حتى تكبر الأرض بما فيها وتصغر همومها، تعود ألا تطيل المبيت في تفاصيل الحزن، واستمتع بلحظة حب وعشق. أدرك من يحبك ومن يحتويك وينتظرك، من يقبل الساعة في حضورك، ويغيبه غيابك عن الحياة؛ ارفع يديك عالياً وتنفّس.
قبل أشهر، أطلقت مع فريق عمل جميل، وبالتعاون مع «جائزة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير الضوئي» ودار «ملهمون»، كتاباً خاصاً أسميته «تنفّس»، احتضنته «مكتبة محمد بن راشد» في ولادته الأولى في ليلة حالمة، توشحت بالحب والجمال مع الأصدقاء، من نعرفه ومن حضر ليحتفل معنا، الكتاب أطلق بالعربية والإنجليزية، حتى ينقل إلى العالم أدبنا وفكرنا، صورة مغايرة عن القلم واعتناقه للصورة في جو من التحدي والالتفات. كتاب استمر العمل فيه نحو 6 أعوام، أردنا في كل تفاصيله أن يكون مختلفاً، ويقدم تجربة جديدة إلى عالم القلم والصورة الفوتوغرافية، اعتنقت حكايات وتكلمت مع كل صورة من أصل 60، واحتضن كتابنا منها ال40 تجربة مع 37 مصوراً من 18 دولة، عشت عبر عدساتهم قصتي الخاصة مع تفاصيل الصور، لم أحاول أن أقلد المصور فهو ضغط زره وأهدانا تعبه، فصرت قلمه الذي يكتب عنه في الكتاب، تجربة الكاتب والمحرر والمصمم والمترجم والجائزة والمصور ودار النشر ومخرج فيلم القصة ودار الطباعة وخلف الكواليس من مصورين وأصدقاء رافقونا هذه الرحلة.
«تنفّس»، حررناه وأطلقناه في فبراير 2023، وأصبح ولله الحمد في المكتبات، على الأرفف، ولربما قيمته ليست في عدد ما يُباع منه، بل بمن يقتنيه ويفهم تفاصيله وتفاصيل الرحلة، قصته في احترام التعب، والصبر والعيش مع الرحلة حتى ما قبل الوصول، لكل المتعبين المرهقين أقول: «حاولنا أن نكون أنت، وأن نعيش تجاربك مع تجاربنا، أصبحنا حالة من التناغم مع أنفسنا، ومعك». 
مع ما يعترينا ويخنقنا أحياناً، ومع ما يرفعنا للسماء امتناناً وعرفاناً لنعم الله. اقرأنا في محاولة شعرية، في قصة عزلة، في صورة حب. كن معنا وفي صفنا ودعنا نتنفّس كل ما يستحقنا.
[email protected]