القاهرة: «الخليج»
ينافس «الباص» السياحي الملقب ب«أبو دورين» ترام الإسكندرية الشهير بألوانه المميزة، ويقدم للسائحين في مدينة الثغر المصرية، نزهة شبه مجانية، لأبرز معالم الإسكندرية، مقابل جنيهات معدودة، إذ يمتد مسار «الباص» الذي ينطلق من منطقة المندرة في ناحية الشرق، لنحو سبعين كيلو متراً، وصولاً إلى نقطة النهاية عند شاطئ الأنفوشي، في رحلة ترفيهية بطول ساحل المتوسط.
وظهر «الباص» السياحي بطابقيه الشهيرين في مدينة الثغر المصرية لأول مرة في تسعينات القرن الماضي، لينافس برحلاته اليومية بطول الكورنيش، ترام الإسكندرية الذي يصنف باعتباره أول وسيلة نقل جماعية في مصر وإفريقيا وأكثرها شعبية، إذ بدأ تشغيل الترام في الإسكندرية عام 1860، ما يجعله الأقدم في القارة الإفريقية، وقد ظل الترام عبر تاريخه الطويل يمثل نزهة ترفيهية لسكان المدينة وزوارها على حد سواء، قبل أن يدخل «الباص» الإنجليزي بطابقيه الشهيرين على خط المنافسة، ويحد تدريجياً من ضجيج عجلات الترام التي كانت تبدأ بالعمل، في الرابعة فجراً يومياً، وتستمر حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وقد كان ترام الإسكندرية في بادئ الأمر، يجري بلا أبواب وبنوافذ عريضة، تمكن الراكب من مشاهدة بانوراما المدينة الساحرة.
تبدأ رحلات «الباص» السياحي بالإسكندرية، من الساعات الأولى للصباح بصورة يومية، حيث تنطلق أولى رحلاته في السادسة صباحاً، من منطقة المندرة شرق الإسكندرية، وتستمر على مدار اليوم، بمعدل رحلة كل نصف ساعة، قبل أن يودع ركابه في الواحدة بعد منتصف الليل، على وعد برحلات أخرى في صباح اليوم التالي، لا تزيد كلفتها على خمسة وعشرين جنيها.
ويعد «الباص» «أبو دورين»، أحد أبرز الوسائل الترفيهية التي تقدمها الهيئة العامة للنقل العام في الإسكندرية، طوال شهور الاصطياف، اذ يشمل مسار «الباص»، العديد من أجمل معالم مدينة الثغر السياحية، بما فيها الشواطئ الشرقية، مروراً بمناطق المنتزة والمندرة وميامي، وسيدي بشر وجليم، وصولاً إلى سيدي جابر والشاطبي ومحطة الرمل، انتهاء بقلعة قايتباي في منطقة الأنفوشي، بينما يسلك في طريق العودة العديد من شواطئ المعمورة والمنتزة، قبل أن تنتهي الرحلة في منطقة المندرة.
