نصب متطور

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

هجمة شرسة يشنها المحتالون عبر مختلف الأسلحة للوصول إلى مبتغاهم وسرقة أموالك بشتى الطرق والوسائل عبر العالم الافتراضي الذي تسبّب في عبور الجريمة للحدود واجتياز المسافات دون عائق لتتحول الحياة في يومنا هذا إلى رحلة تحدٍّ لمواجهة هذا الخطر الذي يهاجمك من كل حدب وصوب، ويتلوّن ويتشكل كل فترة ليطل عليك بثوب جديد لا تعرفه ولا تميزه، فيغتنم تلك الثواني المعدودة لينال منك وتتحول إلى ضحية.

هذا ما يحدث يا جماعة الخير ونحن نقرأ كل يوم عن حيل وأساليب جديدة وغريبة في الاحتيال والسرقة بدأت تتطور وتصعب عملية كشفها بحيث لا يمكن تمييزها إلا لمن يمتلك خبرة عالية في كشف تلك الأساليب، خاصة المستحدثة منها، لدرجة أن بعض تلك الحيل لجأت إلى الاستعانة بصور شخصيات معروفة في الإمارات لها وزنها ومصداقيتها لتظهرها كمروّج لتلك الخدمات، رغم عدم وجود أي رابط لهم أو معرفة؛ حيث فوجئوا بوجود صورهم التي ملأت صفحات الإنترنت، وظهرت كإعلانات تتكرر في كل برامج وسائل التواصل الاجتماعي.

عالم اليوم بات معقداً لمن يلج إليه افتراضياً، ويملك بوابة يلج منها كالهاتف المتحرك أو لوح تابلت أو كمبيوتر صغير في المنزل؛ حيث يتفنن هؤلاء المحتالون في تصميم خطط الإيقاع بالضحايا حسب مستوى ثقافتهم وإلمامهم وتطلعاتهم وهواياتهم وطموحاتهم واهتماماتهم؛ حيث انتقلت طرق النصب من الحيل البدائية عبر الاتصال الهاتفي وادعاء الفوز بجائزة إلى انتحال شخصية الجهات الحكومية، وتزوير صفحات الإنترنت الحقيقية بأخرى مزيفة وفبركة الحقائق، وصولاً إلى خطأ بسيط يصنفك فوراً كضحية نصب، لا أمل في أن تستعيد ما خسرت لصعوبة تتبع الجاني.

كثيرون يقعون يومياً في تلك الشراك، وربما لا يكتشف كثير منهم ذلك إلا متأخراً، فمن المهم جداً زيادة التوعية والتبصير بالأساليب الجديدة والمستحدثة في هذا العالم، وضرورة اتخاذ الاحتياطات الوقائية، وتفعيل خطوات التأكد من كل العروض التي يظن البعض أنها قد لا تتكرر أو أنها (لقطة) يصعب تفويتها، وهو أمر تمارسه أجهزة الشرطة بصفة دورية فاعلة، لكن هناك من لا يلتفت إلى ذلك الجهد، ويكتشف متأخراً أنه وقع ضحية عملية نصب تكررت مئات المرات، وكان يمكن تجنبها بسهولة، لو تم الانتباه لنقاط معينة تم التحذير منها مراراً وتكراراً، وهو ما يحتم أن يكون للثقافة القانونية والتقنية جزء من اهتمامنا ومتابعتنا.

كي نحد من هذه الظواهر، ونقطع الطريق على المحتالين العابرين للحدود، علينا أن نحصّن أنفسنا بالمعرفة، ونساند الجهات الأمنية في تطويق تلك الظواهر ونشر التحذير حولنا من أية طرق نصب مستحدثة أو نقاط ضعف يمكن أن يلج منها المحتالون، وذلك كفيل بأن نبقى وأموالنا في مأمن منهم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryzbubk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"