الخط العربي في البرازيل

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

الهوية العربية والإسلامية المتأصلة في كل فرد ينتمي لهذا المجتمع، تتجذّر في الدين والثقافة، والتاريخ ولغة القرآن الذي يجمع الكل، بتفاصيله ومعانيه وتعاليمه، وحروف لغته العربية التي هي جوهر الثقافة الإسلامية والعربية، فأصبح الخط العربي الذي انبثق منذ قرون، تاج الدرر في الفنون الإسلامية. هو ليس حروفاً متجردة فقط، أو أشكالاً متنوعة، أو سطوراً مكتوبة، حروف اللغة فيها من الجمال والروحانية التي تأسر من يتناولها ويعيشها، فيبحر في عوالم من الكون والتأمل. هي طاقة ربانية تجعل المتمرس فيها يعيش عالماً من الهدوء والسكينة والطمأنينة والعزلة التي تعيد له حياة وتبني له حيوات من حياة مفردة.
ينطلق الخط العربي بكل إرثه وتاريخه ليكون رسول خير وسلام، في شتى بقاع الأرض، ليخبر العالم عن قصصنا، وتفاصيلنا، ويبني جسوراً من الودّ والسلام والتسامح، وقد كنا جزءاً من هذا التحليق.
 في يوم الجمعة 25 أغسطس، افتتحت فعاليات معرض «كنوز الخط العربي» في مدينة سان باولو في البرازيل، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات، و«جمعية الخط العربي والزخرفة» في الإمارات. انطلق في أرض التنوع الثقافي، والمجتمعات التي أسستها جموع المهاجرين العرب، ففيها يقطن نحو 10 ملايين عربي، هاجر أجدادهم منذ قرون واستقروا هناك. وفي الافتتاح كانت المشاهد تختلف بين متلقٍّ عربيّ مهاجر تدمع عينه حين يشاهد فناً ينتمي إليه يعود إليه في مكان إقامته، بجماليات ومعانٍ آسرة، وأجنبي لا يعرف اللغة، فانجذب لسحر حرفها وبيان كلماتها على لسان الفن.
المتعمق في هذه الحالة سيدرك قيمة مفهوم القوى الناعمة التي تحدثت عنها في مقالة الأسبوع الماضي، ومدى تأثير رحلة الفن في نفوس الجميع، وكيف أن الدخول في علاقات دبلوماسية مبنية على الصداقة والتأصيل والاستدامة، تتحقق عبر هذه الحال الإبداعية، وتعزيز شراكاتها الثقافية. 
كان الحضور مختلفاً، من جنسيات مختلفة، وأديان مختلفة وحتى أعمار مختلفة، كان الحديث يطول مع من استهوته بعض التفاصيل، وأراد أن يتعلم ومن يبحث بين أعماق الحدث عن انتمائه ووجوده الحقيقي رغم الهجرة والبعد الجغرافي. 
معرض «كنوز الخط العربي» سيستمر في سان باولو حتى تاريخ 3 سبتمبر، ثم سينتقل إلى مدينة أخرى في البرازيل، في تظاهرة ثقافية ممتدة سيكون لها جميل الأثر، وتجعلنا نفخر بأنها جزء منه.
 تشمل فعاليات الحدث الحالي، ورشاً تعرف الجمهور بالخط في أساليبه، وأدواته وبعض حالات التفاعل الحقيقية في الكتابة. كما سيشمل جلسة تفاعلية ثقافية بين طلبة إحدى الجامعات والفنانين الحضور، ستبدأ بمحاضرة عن تاريخ الخط العربي، لتؤكد أن الخط إرث وتاريخ، وسيبقى الهوية الأقوى وذا التأثير الأجمل في القلوب على اختلافها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdcmzt4n

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"