قالت سحر راستي، بدأت عملي في عام 2015 بموانئ أبوظبي في منصب مساعد إداري، ثم انتقلت إلى مهمة منسق الخدمات الملاحية كأول إماراتية تعمل في هذا المجال، ومن ثم حرصتُ على التدريب لأشهر عدة، لاكتساب مزيد من المهارات، التي جعلتني أتعرّف إلى كل ما في السفينة، وطريقة استخدامه، وامتلاك مهارات التعامل مع حالات الطوارئ باحترافية. كما كانت تجربتي كقبطان تجربة رائعة ومليئة بالتشويق، وقد كانت نقطة من نقاط التحول في حياتي، وأسهمت في صقل شخصيتي. فقد تمكنت من اجتياز برنامج تأهيل قباطنة السفن تحت 24 متراً، وتمكنت خلال ثمانية أشهر من الإبحار أكثر من 1300 ساعة، وتعد هذه التجربة نقلة نوعية بالنسبة لي، فأصبح لدي إيمان كبير بأن الفروق بين الجنسين مجرد حواجز نفسية وخيالات وهمية، كما أتيحت لي فرصة الانضمام للمنظمة البحرية والتجارية النسائية «ويستا»، التي تؤدي دوراً فاعلاً في تشجيع انضمام العنصر النسائي لقطاع الملاحة ودعم نجاحاتهن بشكل كبير. وتمت دعوتي أيضاً للمشاركة في مؤتمر رابطة المرأة العربية التابعة للمنظمة البحرية الدولية كأول قبطان بحري يشارك في الرابطة. فأنا أشجع وبشدة حرية الاختيار، أياً كان اختيار المرأة، مع احترام الفوارق بين البشر. وما أشجع نفسي وغيري عليه دائماً هو الفكر المستقل، كأن تقرأ كتاباً ولا تتأثر بأفكار الكاتب، بل تأخذ منه فقط ما يرضي قناعاتك.
بالإيمان والإصرار، وبفضل الإمكانيات التي منحت لنا في هذا الوطن الغالي، تحقق حلمي وأود أن أعبر عن تقديري العميق وامتناني الكبير لقادتنا الحكماء، الذين جعلوا من الإمارات محطة للأحلام ومنصة للتفوق. يعد تمكين المرأة الإماراتية وتشجيعها على الانخراط في مشاريع ذات جدوى من أنجح استثمارات دولة الإمارات، إذ إن وجودها وتمكينها ومشاركتها في مختلف القطاعات أمر ضروري جداً، يعزز وضعها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأرى وبوضوح جهود قادتنا في تمكين المرأة الإماراتية وأن قادتنا نجحوا في بناء مجتمع يعانق السماء بطموحاته، ويمسك بالأرض بجذور تاريخه وهويته العميقة ما جعل من دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في تمكين المرأة وإطلاق العنان لطاقاتها، لهم مني كل التقدير والاحترام، وأدعو الله العلي القدير أن يحفظ لنا هذه الأرض وقيادتها، وأن يمنحنا القوة لأن نكون عند حسن الظن، وواجب علينا كمواطنين ومقيمين أن نرد جزءاً بسيطاً لهذا الوطن الغالي بعملنا واجتهادنا لتنميته وتطويره، وعلينا جميعاً أن نتشارك معاً في رسم مستقبل هذا الوطن العظيم. ويجب الإشادة بالمبادرات البناءة، لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية - حفظها الله- حيث أسهمت مبادراتها في أن تحظى المرأة باهتمام ورعاية، جعلاها تحقق مكاسب كبيرة في العديد من المجالات.
"واجب علينا كمواطنين ومقيمين أن نرد جزءاً بسيطاً لهذا الوطن الغالي بعملنا واجتهادنا"
