بدأت العودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تثير قلق حلفاء الولايات المتحدة والخشية من تخلي إدارته عن دعم كييف، وربما تفكيك وحدة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، في الوقت الذي يواجه فيه الملياردير الجمهوري سلسلة من القضايا والاتهامات. وبينما حددت محكمة جورجيا، 6 سبتمبر المقبل، موعداً لاستدعائه في قضية تزوير الانتخابات الرئاسية في الولاية، أعلنت قاضية فيدرالية عن محاكمة ترامب أمام محكمة في واشنطن، بتهمة محاولة قلب نتائج انتخابات 2020 الرئاسية يوم الرابع من آذار/ مارس المقبل.
وخشية من كابوس إضافي قد تواجهه أوروبا، حذر مسؤولون فرنسيون الحلفاء الأوروبيين من أن العودة المحتملة للرئيس الجمهوري السابق إلى السلطة، تتطلب زيادة في إنتاج الأسلحة لمساعدة كييف. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مسؤولين فرنسيين، أنه يجب على الحلفاء الأوروبيين الاستعداد لاحتمال عودة ترامب، إذ يتطلب ذلك من القارة توسيع إنتاجها من الأسلحة بشكل كبير، بما فيها المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي، حتى تتمكن من إمداد أوكرانيا بمفردها.
وتعود هذه المخاوف إلى مواقف ترامب المكررة، إذ أكد أنه في حال إعادة انتخابه، سيحقق وقفاً «فورياً» للصراع و«بسهولة كبيرة» خلال 24 ساعة فقط، إذا أعيد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، بحسب قوله.
وينظر حلفاء واشنطن الأوروبيون إلى ترامب باعتباره زعيماً غريب الأطوار، ولا يهتم كثيراً ببناء علاقات طويلة الأمد لمواجهة التوسع الروسي والصيني. وبرى خبراء أنه يبدي استعداده لإبرام صفقات لتخفيف التوترات في المناطق الساخنة مثل أوكرانيا وتايوان. ومن بين المخاوف الأكثر انتشاراً بشأن عودة ترامب، هو إمكانية أن يشعل حرباً تجارية عالمية. كما هدد ترامب أيضاً بسحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة وصفها مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون مؤخراً بأنها شبه مؤكدة إذا تم انتخابه مرة أخرى.
من جانب آخر، أعلنت القاضية تانيا شاتكن، أمس الاثنين، أن محاكمة ترامب أمام محكمة فيدرالية في واشنطن بتهمة محاولة قلب نتائج انتخابات 2020 الرئاسية ستبدأ في الرابع من آذار/ مارس 2024. وحددت القاضية هذا الموعد خلال جلسة حسمت فيها بين اقتراح المدعي الخاص جاك سميث، الذي أمل أن تبدأ محاكمة ترامب في واشنطن في الثاني من كانون الثاني/ يناير 2024، وهي مهلة قصيرة في رأيها، وبين موعد آخر بعيد طالب به الدفاع هو نيسان/ابريل 2026.
وقبل ذلك، حددت لائحة المحكمة العليا لمقاطعة فولتون في أتلانتا، أمس أيضاً، يوم السادس من سبتمبر موعداً لاستدعاء ترامب، في القضية الجنائية حيث اتهم ب «التآمر» لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في جورجيا.
ويواجه ترامب سلسلة من الملاحقات القضائية، اعتبرها «مؤامرة» ضده، لمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية. فقد صدرت أول لائحة اتهام ضد الرئيس الجمهوري السابق في 30 مارس الماضي، بسبب علاقته بإحدى الممثلات. وصدرت لائحة الاتهام الثانية لترامب في 9 يونيو في قضية احتفاظه بوثائق «مصنفة سرية»، بعد مغادرته البيت الأبيض، ووجهت هيئة محلفين فيدرالية كبرى لائحة الاتهام الثالثة ضد ترامب في الأول من أغسطس لمحاولته «إلغاء خسارته في الانتخابات (2020)، وتقويض الديمقراطية». ومثل في 3 أغسطس أمام محكمة فيدرالية في واشنطن العاصمة.
وآخر لائحة صدرت من هيئة محلفين كبرى في أتلانتا بولاية جورجيا، في 14 أغسطس، ضد ترامب و18 آخرين، من بينهم ميدوز، وتتعلق بمحاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية في الولاية. ويواجه ترامب 13 تهمة. (وكالات)
