عادي
مضاد للرصاص ومرتبط بالأقمار الصناعية ويسبقه ويتبعه قطاران منفصلان تحسباً للهجمات

يتجه صوب موسكو.. ما السر وراء تمسك زعيم كوريا الشمالية بقطاره الأخضر؟

19:49 مساء
قراءة 4 دقائق

الخليج - متابعات

لا تزال قصة قطار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون تثير الدهشة، ولماذا يتمسك كيم بالسفر مسافات طويلة عبر هذا القطار البطيء رغم السرعة الفائقة والرفاهية الكبيرة والتطور اللافت الذي تتمتع بها الطائرات في عالمنا اليوم.. فما السر وراء تمسك كيم بقطاره الأخضر؟. والذي يقال عنه إنه يضمّ 21 عربة ومضاد للرصاص ومرتبط بالأقمار الصناعية ويسبقه ويتبعه قطاران منفصلان تحسباً لأي هجمات.

وكانت أكثر الرحلات التي أجراها كيم على متن القطار، شهرة، إلى فيتنام، حيث عقدت قمة السلام بينه وبين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

القطار يتجه صوب موسكو

أعلنت كوريا الشمالية وروسيا، الاثنين، أن كيم جونغ أون، سيقوم بزيارة إلى موسكو في الأيام المقبلة، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت وسائل إعلام كورية جنوبية ذكرت في وقت سابق، الاثنين، أن زعيم كوريا الشمالية كيم غادر على ما يبدو إلى روسيا، على متن قطار متوجهاً إلى روسيا، وهي ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها الزعيم الكوري الشمالي على قطاره الفاخر والمصفح في رحلاته للخارج.

وورث كيم تفضيله للسفر بالقطار عن والده الراحل كيم جونغ إيل، الذي كان يخشى الطيران وركوب الطائرة.

مضاد للرصاص ومرتبط بالأقمار الصناعية

وذكرت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، أن القطار ذو اللونين الأخضر والأصفر مضاد للرصاص، الأمر الذي يجعله أثقل بكثير من القطارات العادية، ويبطئ من سرعته، التي تبلغ نحو 37 ميلاً (نحو 60 كيلومتراً) في الساعة.

ويسبق القطار ويتبعه قطاران آخران منفصلان، تحسباً لأي هجمات.

وقد أشارت وكالة «رويترز» للأنباء إلى أن القطار يضم أكثر من 20 عربة.

ويعتقد أن القطار مجهز بغرف اجتماعات مغطاة بألواح خشبية داكنة، بالإضافة إلى غرف نوم متعددة وهواتف تعمل بالأقمار الصناعية وأجهزة تلفزيون، وما يقرب من 100 من رجال الأمن الذين يقومون بمراقبة ومسح الطرق والمحطات القادمة بحثاً عن القنابل والتهديدات الأخرى.

والقطار مزود أيضاً بعربة طعام، يعمل بها عدد من الطهاة الذين يقومون بإعداد المأكولات الروسية أو الصينية أو الكورية أو اليابانية أو الفرنسية، حسب الطلب.

وبحسب ما ذكره المسؤول الروسي كونستانتين بوليكوفسكي الذي سافر مع كيم جونغ إيل على متن القطار، فإن هناك مجموعة من العازفات المعروفات باسم «قائدات الأوركسترا الجميلات» اللواتي كنّ يغنين باللغتين الكورية والروسية.

ونقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» عن عدد من الخبراء قولهم إن هذا القطار الفاخر يتناقض بشكل حاد مع الفقر المدقع الذي يعانيه أغلب الكوريين الشماليين.

واستخدم كيم، البالغ من العمر 39 عاماً، قطار عائلته المدرع عدة مرات، لعقد اجتماعات مع الرئيس بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، في عامي 2018 و2019. لكن الزعيم الكوري الشمالي يسافر بالطائرات أيضاً في بعض الأحيان، على عكس والده.

ويعود حرصه على القطار قصة توارثها عن جده وأبيه، اللذين كانا معروفين باستخدامهما القطارات الخاصة والآمنة كطريقة مفضّلة للسفر الداخليّ والخارجيّ.

قطار عابر للقارات

بدأت قصة القطار المدرّع للأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية، مع مؤسّس البلاد كيم إيل سونغ، جدّ الزعيم الحالي، وتلاه ابنه كيم جونغ إيل، ثم جاء دور الحفيد جونغ أون. هكذا، أصبح هذا القطار ذائعَ الصيت.

وكان زعماء الاتحاد السوفييتي اشتهروا باستخدام القطارات، وذلك لأسبابٍ عدة أهمّها السرعة العالية والأمان والقدرة على استيعاب مرافق مكتبية ومواقعَ شخصية داخل موقع واحد متحرّك. لكن قطار العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية وصل إلى الصين في العام 1964 وبلغاريا في العام 1948، وروسيا في العام 2001، وإلى فيتنام.

صارَ القطار أمراً ملازماً لجونغ أون، ويعد من أهم مقتنياته التي تميّزه عن رؤساء الدول الآخرين. ويضمّ القطار 21 عربة، ويتّسع للموظفين وأتباع الرئيس وضيوفه. وربما أصبح هذا القطار بمثابة البيت الذي يؤمن الاستقرار وراحةَ البال للزعيم، حيث يمضي غالبية أوقاته. ويُقال إن كيم جونغ إيل، أي والد الرئيس الحالي، توفّي على متن القطار في العام 2011.

الخوف من الاغتيال

ويصف بعض المراقبين قطار جونغ أون بأنه الأكثر غرابةً بين وسائل النقل التي يعتمدها الزعماء في العالم، مرجّحين فرضيّة خوفِه من الطيران. وذكرت وسائل إعلام محليّة في كوريا الشمالية أن زعيم كوريا الشمالية «دائم الشعور بالفزع من مؤامرات لاغتياله، وأنه دائم القلق من ضربة جوية قد تستهدفه». وهذا ما قد يفسّر سببَ تنقّله بواسطةِ القطار.

اجتماع الثلاثاء

وذكرت صحيفة «تشوسون إلبو»، نقلاً عن مصادر حكومية كورية جنوبية لم تسمّها، أن القطار غادر العاصمة بيونغ يانغ مساء الأحد، وأن اجتماع كيم وبوتين قد يعقد صباح الثلاثاء.

نشرت وكالة أنباء (يونهاب) وبعض وسائل الإعلام الكورية الجنوبية الأخرى تقارير مماثلة.

ونقلت وكالة أنباء (كيودو) اليابانية عن مسؤولين روس قولهم إن كيم ربما في طريقه إلى روسيا على متن قطاره الشخصي.

ولم يؤكد المكتب الرئاسي وجهاز المخابرات الوطني في كوريا الجنوبية هذه التفاصيل حتى الآن.

ونشر مسؤولون أمريكيون معلومات استخباراتية، الأسبوع الماضي، تفيد بأن كوريا الشمالية وروسيا ترتبان لاجتماع بين بوتين وكيم خلال الشهر الحالي في إطار توسيع نطاق تعاونهما لمواجهة التحديات المتفاقمة مع الولايات المتحدة.

وقال المسؤولون إن بوتين قد يركز على تأمين إمدادات عسكرية كورية شمالية لإعادة ملء احتياطيات بلاده العسكرية، وممارسة المزيد من الضغوط على الغرب لمواصلة المفاوضات وسط مخاوف بشأن حرب طويلة الأمد في أوكرانيا.

في المقابل، قد يسعى كيم للحصول على مساعدات في مجالي الطاقة والغذاء من موسكو، والتي تشتد حاجة بلاده إليها، بالإضافة لتكنولوجيات الأسلحة المتقدمة المتعلقة بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وغواصات الصواريخ الباليستية ذات القدرات النووية، والأقمار الاصطناعية المخصصة للاستطلاع العسكري، بحسب محللين.

وهناك مخاوف من تسبّب نقل روسيا المحتمل لتكنولوجيا عسكرية في زيادة التهديد الذي تشكله ترسانة كيم المتنامية من الأسلحة النووية والصواريخ المصممة لاستهداف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.

وبعد علاقة معقدة ومتوترة لعقود، بدأت روسيا وكوريا الشمالية مرحلة تقارب منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير عام 2022.

وتتهم الولايات المتحدة كوريا الشمالية منذ العام الماضي بتزويد روسيا بأسلحة، ونفى المسؤولون الروس والكوريون الشماليون هذه الادعاءات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc42jxxk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"