(ماذا لو هرب الجبل.. كيف يلهمنا الجبل الكتابة؟ ماذا لو هرمت الصحراء.. كيف تلهمنا الصحراء الكتابة؟ ماذا لو تحدث الحيوان بالعربية.. كيف تلهمنا الحيوانات الكتابة؟ ماذا لو أكلتنا الغابة.. كيف تلهمنا الغابات الكتابة؟ ماذا لو كان المطر غاضباً.. كيف يلهمنا المطر الكتابة؟ ماذا لو غرق البحر.. كيف يلهمنا البحر الكتابة؟ ماذا لو كانت النجوم تبكي.. كيف يلهمنا الفضاء الكتابة؟ ماذا لو كانت «أم الدّوّيس» زهرة.. كيف يلهمنا التراث الكتابة؟ ماذا لو ابتسمت الواحة.. كيف تلهمنا الواحات الكتابة؟ ماذا لو كان المستقبل يجري نحونا.. كيف يلهمنا استشراف المستقبل الكتابة؟)..
ماذا، وماذا، وماذا.. فكيف؟ وكيف؟ وكيف؟!
هكذا أطلقت «جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية» برأس الخيمة مع «دار قهوة للنشر» خلال شهر أغسطس 2023، العنان للخيال في «مختبر الكتابة الإبداعية» الذي جمع في حرمه الثقافي الأدبي فئة طلابية من مختلف المراحل السنية الدراسية المدرسية، ممن لديهم مَلَكَة الكتابة الإبداعية في مختلف الفنون الأدبية، من قصص وأشعار وخواطر ومقالات.. مع مجموعة من أدباء ومثقفين من الإمارات والعرب المقيمين، من روّاد الكتابة الأدبية، ومن مختلف أجيال الكتابة، على اختلاف أجناسها وتفرعاتها.
أسئلة خيالية كتلك، شحذت همم الناشئة في استخراج ما لديهم من خيالات إبداعية إزاء تلك الأسئلة وتلك الأفكار، مما أثمر عن مخرجات قصصية، ولوحات شعرية، ومقالات أدبية، جديرة بأن تكون طيّ كتاب يحتفي بهم وإبداعاتهم، ويحفزهم على المزيد من الخيال الإبداعي الأدبي، ويحثهم على المزيد من القراءة في الجوانب التي يطمئنون إليها، بما يثري حصيلتهم اللغوية، ويصقل مواهبهم الكتابية، ويُغْني تجاربهم الإبداعية، بما يمنحهم أحقية حملة راية الأدب في مستقبل الإبداع الأدبي الثقافي العربي.
«مختبر الكتابة الإبداعية»، لم يكن مجرد برنامج صيفي لاكتشاف المواهب المدرسية، والعناية بها، ودفعها إلى المزيد من الإبداع، بما يجعلها في صلب المشهد الثقافي الأدبي في الأيام القادمة من عمر الأدب.. فحسب، بل كان رسالة واضحة المعالم والأركان، جمع في خريطته الذهنية «جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية» بوصفها صرح اجتماعي رائد، وتنمية مجتمعية مستدامة في إطار وطني وثقافي متكامل، و«دار قهوة للنشر»، الحريصة على نشر الكتاب ليصل إلى أبعد مدى عبر مشاركاتها في معارض الكتب الدولية في داخل الإمارات وفي خارجها، إضافة إلى أجيال كتابية متعاقبة في مثولها في المشهد الثقافي، حرصت على تقديم عصارة خبرتها بصدق وأمانة وتواضع، بما جعل البساط أحمدياً، والألفة قائمة بينها وجيل ناشئ يتطلع إلى من يأخذ بيديه لترقية موهبته والارتقاء بها إلى مصافّ كبار الأدباء والمثقفين ممن حرصوا على تنمية مواهبهم وإبداعاتهم، ليكونوا في ما هم عليه الآن، من مكانة تاريخية وجغرافية في منصة الفكر والأدب والثقافة اليوم.
[email protected]
