«سفاح الجيزة».. ليس ذهباً

01:02 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

«محرك البحث» أصبح الدليل المعتمد لدى الجمهور، وكل ما يتصدر الصفحة الأولى على هاتف كل منا يحرضنا للحاق به وتتبع الخبر ومعرفة تفاصيل أكثر خصوصاً عن المسلسلات التي تصبح بين ليلة وضحاها «نمبر وان» وحديث كل الناس كيفما التفت على السوشيال ميديا؛ لكن ليس كل ما يلمع ذهباً، وهذا القول ينطبق على مسلسل «سفاح الجيزة» الذي تسرع لمشاهدته لكثرة ما سمعت عنه، فتفاجأ بأن البريق لا يخفي تحته ذهباً.

لمجرد أن يتم التنويه إلى أنه مأخوذ عن قصة حقيقية، يكون كافياً لجذب الجمهور وإثارة فضوله كي يبحث عن القصة الحقيقية لهذا السفاح، من يكون؟ وإلى أي مدى يجسده المسلسل بتفاصيل حياته؟ وهو بالفعل يستند إلى قصة رجل اسمه قذافي فراج اشتهر باسم سفاح الجيزة وقد ارتكب أربع جرائم بشعة وبدم بارد ما بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٧، كتب المسلسل محمد صلاح العزب وأخرجه هادي الباجوري؛ إنما ما يدفع الناس للمشاهدة كونه مأخوذاً عن قصة حقيقية، وهو نفسه كفيل بإبعادهم عنه، إذ يكفي أن تتخيل أن ما يحصل أمامك من جرائم وتصرفات ومخططات خبيثة وحياة مزدوجة ونفوس مريضة، ليس من صنع الخيال، وأن هناك في الحياة من هم مثل هذا السفاح وقد يعيشون بين الناس بألف وجه واسم.

لا شك أن هناك فئة من الجمهور تحب مسلسلات الرعب والجريمة، ولا شك أن أحمد فهمي يؤدي دوره ببراعة، وحنان يوسف تنافسه في الالتحام بشخصية أمّه وكأنها بالفعل تلك المرأة الجبارة المتسلطة. صلاح عبدالله، ركين سعد، باسم سمرة وغيرهم.. كلٌّ مناسب لدوره، لكنّ هناك شيئاً ما أو فراغاً ما تشعر بوجوده بين رغبتك في متابعة هذا العمل والتشويق الناقص، حيث تشعر دائماً بأنك تعرف أو تتوقع مسبقاً، ما سيحصل فيأتي وقع المشهد بارداً، رغم كل محاولات الديكور والإضاءة والماكياج ومشاهد القتل والجثث في جعل العمل مرعباً.

هناك فرق بين مشاهد الرعب في أي فيلم أو مسلسل وبين المشاهد المقززة، التي تعتبر جنوحاً سطحياً نحو الرعب والجريمة، وليست دراما عميقة في كل تفاصيلها والتي تستطيع التأثير فيك حتى ولو لم يتخللها ولو مشهد واحد لجريمة مكتملة أو لإراقة الدماء؛ من هنا تشعر أن «سفاح الجيزة» نال شهرة أكبر من حجمه الدرامي، وللترند والسوشيال ميديا دور بارز في الترويج له، بينما تنقصه تفاصيل مهمّة ليكون عملاً متقناً عالي الجودة ويستحق الإشادة.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wf929u4z

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"