ضبط النفس

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين

في حياتنا اليومية تصادفنا الكثير من المواقف التي تحتاج إلى الهدوء والحكمة وضبط النفس، فثمة أمور صغيرة إن لم تجد ما سبق تتحول إلى مشكلة كبيرة، وربما تتشعب إلى جريمة كان يمكن تجاوزها قبل الندم الذي يصاب به من أتى بها، لأنه لم يتريث ويُعمل عقله وفكره.

خلال قيادة المركبة تصادفك الكثير من المشاهد التي تتطور إلى أمور كبيرة، وكم مرة صادفت شخصياً مشاجرات بسبب الخلاف على موقف سيارة أو انعطاف أحدهم المفاجئ أو استخدام الضوء العالي أو السير في حارة التجاوز دون إفساح المجال، حيث تتطور الأمور لتخرج عن السيطرة بسبب المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ أو عدم تجاوزه أو الإصرار عليه، لذلك كانت القيادة دائماً وأبداً عملية تتطلب الذوق والأخلاق والتغاضي عن الأخطاء الصغيرة وعدم التعامل بعدوانية مع الآخرين.

في وسائل التواصل الاجتماعي اليوم نحن أمام ظواهر جديدة وهي كثرة القضايا بسبب التسرع في الرد والكتابة وفقدان التحكم بالنفس عند الغضب، حيث يتعرض كثيرون للمساءلة القانونية لأنهم لم يكبحوا جماح أنفسهم، وتسرعوا في الرد والتفاعل، وكتبوا قبل أن يتيقنوا أو يتبينوا، بينما أسرع الطرف الآخر للقضاء مطالباً بحقوقه، وهكذا حتى الصور الرمزية في (الواتساب) قد تتسبب في سجنك وتغريمك وبات عليك أن تحسب حساب كل حرف تكتبه، لأن هناك من لا يغفر زلتك، بينما كثيرون لا يمتلكون ثقافة قانونية تجاه التصرفات التي يأتون بها.

حتى خلال السفر تحدث الكثير من المواقف التي تتطلب الحكمة وضبط النفس والانسحاب بهدوء، خاصة عندما تجد الطرف الآخر عدوانياً لا يقيم وزناً للاحترام والأخلاق، وتصبح مجادلته صعوداً حاداً لمواجهة غير محمودة العواقب، وهو ما برز في الآونة الأخيرة في عدة دول، لكن يمكن تلافي تلك المواقف قبل أن تتفاقم وتهدد حياة من وجد نفسه فجأة طرفاً فيها بعيداً عن تصنيفات المخطئ وغير المخطئ ومن بدأ ومن كان الضحية، لأن الخاتمة ستكون مؤذية للجميع وقد تكون شرارة تسوق أطرافاً أخرى للتورط فيها.

للأسف هناك جرائم قتل وقعت وفق تلك السيناريوهات لذلك فكر ملياً قبل أن تجد نفسك في موقف مماثل لم تكن تتصور أبداً أن يتطور ليشكل منعطفاً في حياتك، وقدم التسامح الذي بات شعاراً لنا في الإمارات ومنهاج عمل، فالمتسامح ليس ضعيفاً كما يظن البعض بل هو حكيم قوي عاقل يدرك ما قد تؤول إليه الأمور.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvsn29ec

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"