ريكس ديفيد توماس رجل أعمال أمريكي وقطب أعمال مطاعم الوجبات السريعة، شغل منصب المؤسس والرئيس التنفيذي لسلسلة مطاعم «وينديز»، وهي سلسلة مطاعم للوجبات السريعة متخصصة في تحضير الهامبرغر. وفي هذا الدور، ظهر توماس في أكثر من 800 إعلان تجاري للسلسلة، بين 1989-2002، أي أكثر من أي مؤسس شركة أخرى في تاريخ التلفزيون.
ولد ديفيد ريكس، «دايف» توماس، عام 1932 بمدينة نيوجيرسي الأمريكية، وتخلت عنه والدته وهو صغير، ليتبناه الزوجان ريكس وأوليفيا توماس من ولاية ميتشيغان، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز الستة أسابيع فقط، ما يعني أن دايف لم يتعرّف أبداً إلى أسرته الحقيقية. وعندما بلغ الخامسة من عمره، توفيت والدته بالتبني، وتولى والده، عامل البناء الذي تزوج بعد ذلك ثلاث مرات، رعايته. وهكذا تنقلت الأسرة من بلد إلى آخر خلال طفولته، نتيجة رحلة الأب بحثاً عن فرصة عمل مناسبة.
وعلى الرغم من الوحدة، شعر توماس بالراحة في المطاعم التي كان يرتادها مع والده، وخاصة وجبات الطعام اليومية، حيث كان يرى فيها نمط الحياة الأسرية العادي.
وعندما بلغ سن الثانية عشرة من عمره، التحق بأول وظيفة له في مطعم «كونكسفيل»، وبعد ثلاث سنوات، انتقل إلى ولاية إنديانا، ليعمل في مطعم «هوبي هاوس»، وعندها قرر التخلي عن دراسته الثانوية، ما عده خطأ كبيراً في حياته.
بدأ دايف توماس بعدها العمل بدوام كامل في المطعم، وعندما انتقل والده إلى وظيفة جديدة، قرر توماس البقاء في إنديانا ليعيش بمفرده، ولم يكن عمره يتجاوز الخمسة عشر ربيعاً.
وبعد ثلاث سنوات من العمل في «هوبي هاوس»، التحق توماس بالجيش، كمتطوع، أي أنه كان بإمكانه اختيار موقع عمله، لذا اختار الالتحاق بمدرسة الطهي والخبز في جورجيا، وسرعان ما أرسلته إلى ألمانيا، حيث كُلف بمهمة إطعام 2000 جندي يومياً. وفي عام 1953، أنهى توماس خدمته في الجيش، ليعود من جديد للعمل في «هوبي هاوس»، وهناك التقى العقيد هارلاند ساندرز، مؤسس سلسلة مطاعم «كنتاكي» الشهيرة.
وفي عام 1962، وبناءً على توصية من ساندرز، اشترى مالك «هوبي هاوس» أربعة أفرع من مطاعم «كنتاكي»، التي لم تلقَ النجاح في ولاية أوهايو، ولكن توماس كُلِّف بمهمة إنقاذ هذه المطاعم، وهي المهمة التي أتمها بنجاح تام.
وفي عام 1969، قرر توماس البدء بإنشاء مطعمه الخاص في أحد المباني، التي يمتلكها صديقه لين ايمكي، وأطلق على مطعمه الأول اسم «وينديز»، وهو الاسم الذي كان يدلل به ابنته الصغيرة.
وحقق مطعمه الذي يقدم الوجبات السريعة نجاحاً كبيراً، حتى إنه بدأ في منح حقوق امتياز لإنشاء فروع له، عام 1973، وخلال أول 100 شهر من حياة الشركة، افتتح أكثر من 1000 مطعم تابع لها في مختلف أنحاء الدولة، وكانت فكرة توماس ورؤيته تقوم على إنشاء مطاعم على الطراز القديم ذات أجواء عائلية مميزة.
وفي عام 1989، ابتكر مديرو التسويق لدى الشركة فكرة الحملة الدعائية التي يقدّم فيها توماس بنفسه الإعلانات عن مطاعمه، ولاقت الفكرة نجاحاً أسهم في زيادة شعبية «وينديز» في الولايات المتحدة كاملة.
وعند بلوغه سن الستين، قرر توماس الدراسة والتقدم لنيل درجة الثانوية، ونجح في تحقيق هذا الحلم، وبعدها قرر نشر مذكراته في كتاب حمل اسم «طريقة ديف»، يقول إنه حرص على أن يقدم في الكتاب خلاصة تجاربه، وما تحمل من دروس مستفادة وأخطاء، يهمه أن يتمكن القارئ من تلافيها في صياغته لقصة حياته.
توفي توماس، عام 2002، بعد عقد من الصراع مع سرطان الكبد، إلا أن قصة نجاحه خلدت ذكراه إلى اليوم، مع سلسلة تضم أكثر من سبعة آلاف مطعم في مختلف أنحاء العالم.
