مارلين سلوم
بين الياسمينتين فوارق، جمعهما مكان تواجدتا فيه في مناسبة وتوقيت واحد، وهو منتدى الإعلام العربي في دبي، وكل منهما كانت محط أنظار وحديث الناس، إنما باتجاهات مختلفة ومتباعدة؛ عن ياسمين صبري وياسمين عز نتحدث.
ياسمين عز مذيعة تلعب (أو لعبوا) على شكلها لتجذب الجمهور، خصوصاً الرجال الذين تتعمد أن تنصرهم على بنات جنسها النساء، مختلقة معركة وتمييزاً يثير الخلافات والنعرات بين الأزواج في كل بيت، متكلفة في الحديث، متظاهرة بالرقة والنعومة لتبدو كأنها النموذج المثالي للمرأة القادرة على إسعاد الرجل، بغض النظر عن طباعه، ومستواه الفكري والتعليمي والثقافي والاجتماعي.
أما ياسمين صبري، فهي في الأصل ممثلة، لكنها في الواقع أقل جدارة من ياسمين عز في «التمثيل»؛ تدرك جيداً أنها جميلة الشكل، فصارت وجهاً إعلانياً يسوّق لماركات عالمية مشهورة، تماماً كما تفعل النجمات العالميات.. تثير الجدل بسبب كثرة أسفارها في طائرات خاصة والمجوهرات والملابس والأكسسوارات.. في زمن صارت فيه «إثارة الجدل» مهنة يلهث خلفها البعض ويقبضون الثمن.
في المنتدى نفسه، كانت ياسمين صبري ضيفة لإحدى الندوات، حضرت، وشاركت، وتحدثت محترمة نفسها والحضور، بينما تخلفت ياسمين عز عن حضور الندوة التي كان سيحاورها فيها المذيع نيشان، فاندلعت «معركة» وصلت بأصدائها حتى أبواب القضاء.
حرة ياسمين صبري في اتخاذ الإعلانات مهنة، خصوصاً أنها اختارت لنفسها صورة تريد الظهور بها ومن خلالها، لتضع نفسها في مستوى المشاهير الأعلى أجراً في الترويج للماركات العالمية، حرة في التعبير عن نفسها، وعن جمالها في حواراتها، لأن ما يهم الجمهور هو ما ينعكس عليه منها، وما تقدمه له من أعمال، عندها فقط يحق له إصدار حكمه، مثل إبداء الرأي بتمثيلها، والأدوار التي تقدمها، وهل تتطور فعلاً في الأداء؟ حسناوات السينما المصرية ما أكثرهن، إنما لسن كلهن مبدعات في التمثيل.
في المقابل نجد أن ياسمين عز ممثلة تقدم دورها كمذيعة، لا علاقة لها بالإعلام كمهنة لها أصولها وضوابطها، تركض، بل تلهث خلف الترند، تعشق إثارة الجدل، مبتذلة في كلامها، وأسلوب تقديمها لمادة لا ترتقي إلى مستوى الإعلام، ولا تليق بأي شاشة، ولا بالجمهور. كاذبة في ما تقول، وهي تعلم ذلك، بينما ياسمين صبري صادقة في ما تفعل، وتقول وهي تعلم ذلك.
حديث ياسمين صبري في لقائها مع عمرو أديب وفي ندوة المنتدى جعلها ترند في نفس توقيت تصدر ياسمين عز الترند أيضاً، إنما بين الياسمينتين فوارق، أساسها الصدق والارتقاء بالصورة، فهناك ياسمين تمثل المرأة المصرية الجميلة في الخارج، وياسمين تشوه المرأة المصرية في كل مكان.
