وسط احتفاء شعبي، تعيش الإمارات اليوم، مناسبة وطنية غالية، تتمثل في يوم التصويت الرئيسي لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2023، وذلك عبر التصويت عن بُعد من داخل الدولة وخارجها، والتصويت الإلكتروني في 24 مركزاً انتخابياً، موزعة على جميع إمارات الدولة.
ومن خلال تغطيتنا لهذه المناسبة خلال اليومين الماضيين للتصويت المبكر، أستطيع القول، إننا ولله الحمد قطعنا شوطاً كبيراً ومتميزاً في التنظيم من خلال الجاهزية التي توافرت في مراكز التصويت التي شهدت سلاسة في اختيار المرشحين، عبر تسخير التكنولوجيا، وإتاحتها لمختلف الشرائح، إضافة إلى السعي المستمر من اللجنة الوطنية للانتخابات للتأكد من جاهزية جميع مراكز الانتخاب التامة، والبنية التحتية الرقمية لمنظومة التصويت؛ حيث تم توفير الإمكانات كافة التي تضمن أعلى معايير الدقة للعملية الانتخابية، وتمكن الناخبين من التصويت بيسر وسهولة.
اللافت أيضاً، هو حسن الاستقبال، وكفاءة الطواقم المواطنة من شباب وبنات الوطن الذين تصدوا لهذه المهمة، وقاموا بها بكفاءة وتميز وسط لمسات تتسم بالخصوصية تجاه كبار المواطنين وأصحاب الهمم وسماحهم بدخول الأطفال مع ذويهم، لمشاهدة عملية التصويت، والتعرف إليها، وهو بالتأكيد يسهم في غرس قيم المواطنة والمشاركة ويعزز حضورهم، واهتمامهم بهذا الواجب الوطني.
تجربة الانتخاب في الإمارات مميزة ومتطورة في كل تفاصيلها، تحمل خصوصية إماراتية، وتسجل تفوقاً كالعادة في الطريقة والأسلوب، خاصة خلال هذه الدورة التي تميزت بالتصويت الهجين، لإتاحة الفرصة أمام الجميع، إضافة إلى تسخير التكنولوجيا، وتمكين الناخبين من الإلمام بالجانب الفني لعملية التصويت، من خلال تدريبهم في محطات خاصة في المراكز على هذا العمل.
هذه الدورة شهدت تعزيزاً لنهج وثقافة المشاركة السياسية في المجتمع، عبر الزيادة في قوائم الهيئات، حيث ضمت 398879 عضواً، بنسبة زيادة تصل إلى 18.1%، مقارنة مع قوائم الهيئات الانتخابية للعام 2019، والتي بلغ عدد أعضائها 337738 مواطناً ومواطنة.
وتميّزت القوائم الانتخابية المعلنة للعام 2023 بمشاركة كبيرة من الشباب، حيث بلغت نسبتهم من الفئة العمرية (21 عاماً حتى 40 عاماً) 55% من إجمالي قوائم الهيئات الانتخابية، كما حظيت المرأة بحضور مميز، بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49%، وهو ما يفسح المجال لمشاركة واسعة من الشباب والمرأة في العملية الانتخابية.
الإمارات تولي أهمية كبيرة لعملية تعزيز المشاركة السياسية بين مختلف فئات المجتمع، وترسيخ مبادئ الشورى والمشاركة الحقة في مسيرتها الحضارية وبنائها المجتمعي، وهو هدف يسهم أفراد المجتمع اليوم في تحقيقه، فبوركت الجهود المبذولة وإلى الأمام دوماً وأبداً.
[email protected]
