يواصلون اللعب والتحايل

01:25 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يملّون ولا يتردّدون، مهما تطورت تقنيات الأجهزة الشرطية في العالم، ومهما طورت القوانين من نفسها كي تتمكّن من إدخال كل تعديل يتماشى مع تطورات العصر، والتمكّن من ملاحقة المحتالين والمجرمين والنصابين وحماية الأبرياء، إلا أن للمحتالين عزائم لا تعرف الاستسلام، فيواصلون اللعب والتحايل، واختراع طرق جديدة يتسللون من خلالها إلى هواتفنا وحساباتنا الشخصية، فيقع في الفخ عدد لا بأس به من الناس، سواء بسبب جهل، أو سذاجة. هذا ما كشفه خبير الأمن السيبراني والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمستشار في مؤسسة «مانديانت»، رينزي جونغمان، عن أن نسبة «هجمات التصيّد الاحتيالي» تزداد بشكل مستمر، مؤكداً أن الزيادة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت هي ربع سنوية «في مختلف المجتمعات، بما فيها الإمارات».

نفاجأ لأن الإمارات من الدول شديدة التطور، والرقابة فيها لا تنام، وهي حريصة على توعية الناس من كل أشكال وأنواع الاحتيال والنصب والاختراق الإلكتروني، ورغم ذلك لا يرتدع النصابون، ويمارسون عمليات اختراق الهواتف، خصوصاً من خلال «واتس أب» باعتباره البوابة المفتوحة دائماً أمامنا لنرسل ونستقبل ونتبادل المعلومات عبر هواتفنا، والأكثر استخداماً من قبل كل الناس، نتواصل من خلاله مع القريب والغريب، نتلقى أشكالاً وألواناً من الرسائل، حتى الترويج والتجارة والبيع والشراء تتم من خلال هذا التطبيق، لذلك من السهل أن تردك رسالة من رقم تجهل صاحبه، يطلب منك أن تدخل على موقع، أو تشاهد فيديو يرسله إليك، ومن السهل أن يفكر كثيرون، ولو من باب الفضول، في فتح الرسالة ومشاهدة الفيديو.

المؤسف أن الكثيرين لا ينتبهون إلى خطورة مثل هذه الاختراقات، ويحسبون أنها قد تحصل مع الآخرين، لا معهم، وأنهم أذكى من الوقوع في مثل هذا الفخ، بينما تقول الوقائع ووفق «دبي الرقمية»، إن محاولات اختراق الهواتف في تزايد، والأخطر أن المحتال يقوم بإرسال رسائل «من أسماء أشخاص يعرفهم المتلقي، ويُطلب منه الضغط على رابط لدخول مجموعة ما، ويتم من خلاله محاولة الاستيلاء على البيانات عبر «واتس أب» الخاص بالمستخدم.

ولعل قراءتنا ومتابعتنا للتحذيرات هذه يجب أن تكون دقيقة لنقوم بدورنا بنشرها من حولنا، إذ يكفي أن نعلم أن النصابين والمحتالين يستغلون الإنترنت ومعلومات العملاء لابتزازهم، أو لاختراق حساباتهم، وبالتالي تشعر الضحية بأنها مجبرة على التفاعل مع السارق، وأنها معرّضة لأي نوع من أنواع التشهير والتزوير والفضائح. الحل الوحيد هو الوعي والحذر أولاً، وعدم الخوف أو التردد في الاتصال بالجهات الأمنية المعنية، والكفيلة بحماية الضحية وملاحقة المجرمين الإلكترونيين، وهي قادرة على ذلك بالفعل، لا بالقول.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3crs2byt

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"