«ألفريدو» وإلهام إبداع أبكانا

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

لو علم الجمهور ما الذي يحصل خلف كواليس الأعمال الفنية، لتغيّر حكمه على الفنانين، فازدادوا رفعة وشأناً في عيونه، أو اكتشف أنهم أقل شأناً من الهالة التي ترسمها حولهم النجومية. وما كتبه المؤلف والسيناريست عمرو محمود ياسين عن الفنانة إلهام شاهين، وطريقة عملها خلف الكواليس، وشدة التزامها، واحترامها لكل العاملين، وتواضعها، وخوفها، وسؤالها عن كل تفصيلة «كأنها تستعد لتأدية أول دور في حياتها»، يتطابق مع الأداء الذي تقدمه هذه النجمة، خصوصاً في السنوات الأخيرة، حيث ازدادت نضجاً وخبرة، وصارت صاحبة الأدوار الصعبة، لا تختار إلا الأعمال الهادفة، والرسائل الاجتماعية المهمة والقوية.

عمرو محمود ياسين، الذي ورث عن والديه (الراحل محمود ياسين وزوجته الفنانة شهيرة)، الموهبة، إنما في الكتابة، تحدث عن إلهام شاهين كما كانت خلف الكواليس، وهي بطلة مسلسله الجديد «ألفريدو»، المأخوذ عن كتاب «55 مشكلة حب» للدكتور مصطفى محمود، وهو عبارة عن سلسلة من القصص يقدمها المنتج أحمد عبد العاطي، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مجموعة من المسلسلات القصيرة والمتتالية، بدأت بمسلسل «ألفريدو» من عشر حلقات، إخراج عصام نصار، وبطولة إلهام شاهين، (المطرب) أحمد فهمي، ندى موسى، إنجي كيوان، إيمان السيد، عمر شرقي.

ونحن نتحدث عن إلهام شاهين التي شاهدناها على الشاشة بأروع تجليات الأداء، امرأة صادقة في مشاعرها وتفاعلها ومعايشتها للدور، ولشخصية سوسو (ثريا) مريضة الزهايمر، منذ بداية ظهور أعراض المرض عليها، وحتى وفاتها. عن أي جزء نتحدث؟ عن أي تفصيلة ولقطة وحوار وتصوير نتحدث؟ عن أهمية تسليط الضوء من خلال عمل اجتماعي راق ومتقن عن مرضى الزهايمر، وما يشعرون به، وكيفية التصرف والتحدث معهم، وأعراض المرض وتطوراته، وما لا نفهمه بعد عنه، وعن إحساس المريض كلما حاول تذكر شيء وخانته ذاكرته.. أم عن حاجة هؤلاء الأشخاص لرعاية صحيحة كي تساعدهم في هذه المراحل الصعبة من حياتهم؟

«ألفريدو» أكبر من مجرد دراما تلفزيونية، رائع بكل ما، ومن فيه، مرّت حلقاته سريعة، تعلّقنا بسوسو وأحببناها، وتعلّقنا بفريد (أحمد فهمي) الفريد من نوعه فعلاً، سواء بتعلقه بعمته سوسو ووفائه لها، أو بتخليه عن مهنة ولقب الطبيب ليتبع هوايته وعشقه للطهي، ويصبح «شيفاً» مشهوراً.

الدراما تستطيع التأثير فينا، تعيش معنا، ونحملها في أفكارنا ومشاعرنا، كما عاشت معنا سوسو، وتحرّقنا شوقاً لمتابعة قصتها مع فريد، وبكينا، بل شعرنا بالحزن على رحيلها في مشهد شديد الروعة، أضيف إلى كثير من المشاهد المبهرة التي قدمتها إلهام شاهين في هذا المسلسل، بنظراتها التائهة، وابتسامتها، وخوفها، ومشهد بكائها بحرقة عند محاولتها تذكر أشياء في حياتها وحزنها على ما وصلت إليه.. وحين تكتمل كل عناصر النجاح، من الكتابة وحتى آخر تفصيلة صغيرة في العمل، يكون لزاماً علينا التصفيق وتأدية تحية تقدير لكل فريق المسلسل الذي سيبقى علامة فارقة،خصوصاً لدى كل من عانى أحد أفراد أسرته من الزهايمر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56nzkwky

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"