وقود.. مسقط

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

رحلة استثنائية، وطاقة جميلة استمددتها من بيئة مجاورة قريبة، لدولة جارة، أحترم ثقافة شعبها وتواضعهم، كانت زيارتي خاصة لمسقط، تلك المدينة التي عرفتها عن قرب في السابق، حين زرتها في 2018 لحضور معرض الكتاب، لأكون بين فئة متعطشة لما تحتويه الكتب وأهل الكتب من فكر وزاد لا ينضب، كان جمهوراً استثنائياً، ومعرضاً هادئاً بما تحمله أروقته من تواضع قرائه وحسن استقبالهم للعالم، وفي هذه الرحلة التي أعود فيها بعد أعوام، ولأول مرة في مهمة رسمية بالمنطقة، استشعرت قيمة العلم وأهله، وكيف أن العلم يرفع الإنسان في أماكن تعجز المسميات والمناصب عن إيجادها؟

حضرت بكل شغف، منتدى دعم الابتكار في إنتاج الوقود المستدام والمنخفض الكربون والطاقات النظيفة، منتدى جمع في طياته، المختصين والمهتمين والمستثمرين في سلطنة عمان، ليركز وبشكل خاص جداً على نشر الوعي المعرفي، والعلمي، والتجارب المهمة في السلطنة ودول المنطقة لتنعكس في تطلعات السلطنة للمستقبل، وفي تعطش المختصين للمضي قدماً في قطاع الطيران، لم تجذبني فقط المادة العلمية التي طُرحت، والمناقشات والحضور، بل ما أثَّر فيَّ وللمرة الثانية، هو الإنسان في عمان.

الإنسان الذي تجده يعمل في كل التخصصات، منذ ولوجي للفندق، وأنا أُستقبل من قِبَل موظفين عمانيين، حُسْن استقبال، بحيث تشعر بأنك في بيتك، وكل ما مررت بزاوية أو ممر، أجدهم يعملون دونما تردد، في كل المهام والوظائف، وجدت في المؤتمر بآخر القاعة في صندوق التجربة، شاباً وشابة يعملان على ترجمة المحتوى من العربية للإنجليزية وبالعكس، نزلت بعد إدارتي لإحدى الجلسات وتوجهت لمكانهما ودخلت لأسلم عليهما، وأقول لهما «مبهورة بكما».

تأثرت بمستوى إدارة الحوار من عدد من المهندسين ودقة التحضير، وكيف أن أحدهم كان يناقشني بالأرقام، ويتحدى، في صورة تجعلك تتأهب وتكون أيضاً دقيقاً، فوجئت بعدد من الطلاب الذي طرحوا أسئلة للمستقبل، من خلفية معرفية مطلعة، وكيف أن بعضهم ينظر للحكومة في ترقب فيما ستفعل، ندرك جميعنا أهمية ملف التغير المناخي في كل جوانبه، وندرك أيضاً أن حضور فئة الشباب مهم، والأهم أن يتم تدريبهم من مصادر موثوقة، حتى يدركوا ما تخططه حكوماتهم وماهية توجهاتهم، وهذا ما وجدته في الجلسة الشبابية التي تمت إدارتها باحترافية.

وجدت شباباً أسسوا مشروعاً خاصاً، سمّوه «وقود» باللغة الانجليزية (Waqood)، اعتزازاً بالعربية، وهم فعلاً مفعمون بالوقود، في مسقط تأسس المشروع وفيه مهندس واحد، واليوم فيه 600 مهندس، وهو منتشر على مستوى المنطقة. الكفاءات كانت كثيرة وقد تعلمت الكثير وأنا أستمع لكل المشروعات على اختلاف صنوفها، الواقعية والتي مازالت خططاً، ولِما يمكن تحقيقه في رؤية وخطة واضحة تعكس المستقبل بتفاصيل ستمهد الطريق لدراسة الواقع والتحديات وتحويلها لفرص. سعدت بمسقط، وها هو وقود وزاد جديد يشجعني أن أكمل دوراً مهماً في المنطقة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ae7ubxu

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"