كلباء: جيهان شعيب
مدينة كلباء أرض البهاء، التي تلقب «درّة الشرق»، تزهو اليوم بما وجّه به صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتحقيق الخير، حيث أضحت ترفل بجماليات لا حصر لها، من جامعة تزهو بشموخ العلم والثقافة اللذين تنطوي عليهما جنباتها، وتكاد تنطق بأنها بمنزلة معقل تربية وتعليم، ولا مجال لمنافستها في هذا من غيرها، إلى مبان سكنية تضم محال تجارية تطل على كورنيش المدينة، وتعانق الأصالة بتصاميمها الإسلامية، وطرزها الراقية، التي تحاكي عراقة التاريخ، وتواكب حداثة الواقع.
تأتي أسواق كلباء لتجذب الأعين، وتخترق القلوب بروعة معمارها، وإبداع نسقها، الخارجي والداخلي، إلى برج الساعة الذي يرتفع للعنان مفتخراً بأنه على ارض سلطان الخير، وفي رحاب مدينته المفضلة، ومن هذا لذاك تزهو «درّة الشرق» بمواقع سياحية، وترفيهية تمتد على طول شاطئها البديع، الذي يختال بكل ما يترك للأنفس أن تهفو إليه، من مطاعم، وجلسات، وألعاب، ومماش مطاطية، وغيرها، بما يحقق الاستجمام، والراحة المنشودة، والاستمتاع التام، في ضوء خدماته الجاذبة، التي ينعم بها جميع أهالي كلباء؛ وفي ذلك فكبار الأسر كصغارها في توافر كل ما يبتغونه.
وكما يؤكد دوماً صاحب السموّ حاكم الشارقة، فلا تزال تتواصل المشروعات التنموية في مدينة كلباء، في إطار نهضة عمرانية شاملة، لا تترك في طريقها شاردة، أو واردة، إلا وتعمل على النهوض بها، والارتقاء بواقعها، بل إن سموّه في ذلك حريص على إضافة مشروعات أخرى جديدة، من مبان، وطرق، وبنية تحتية، وغيرها، ستكون صديقة للبيئة، للحفاظ على صحة الإنسان، وخصوصية المكان.
أغلى المشروعات
وكذلك فإن حرص صاحب السموّ حاكم الشارقة، على تحقيق نهضة شاملة في كلباء، يشمل ترقية مفردات ماضيها العريق، والنهوض بجوانبه، مع الحفاظ على أصالته، وفي ذلك قال سموّه «سنبدأ بترميم المباني القديمة الواقعة خلف شارع الشيخ سعيد بن حمد، إلى شارع الوحدة، لأن هذه المنطقة قلب المدينة بكلباء، ولا بدّ أن تُعمّر، فضلاً عن البيوت القديمة التي تحولت إلى نزل النخيل على غرار «فندق الرياحين» في خورفكان، ونفعل ذلك حتى تكون هذه الأماكن ذكريات لأهل البلد، وإن شاء الله، نفي بهذا الدور قبل نهاية العام».
ومهما تعددت الأسطر، وكثرت الكلمات، قد يكون من الصعوبة حصر كامل النهضة العمرانية الشاملة التي شملت جوانب كلباء، لذا سنحاول رصد بعضاً من المشاريع المهمة، والقيمة التي تزهو بها المدينة حالياً، وكما أسلفنا، تأتي ضمن الكثير مما تتلألأ به، بفضل التوجيهات الرشيدة من صاحب السموّ حاكم الشارقة.
جامعة كلباء
جامعة كلباء التي يترأسها سموّه، تتصدر واقع أحدث المشاريع الشامخة في المدينة، وتجمع بين العلم والثقافة، والمعرفة، وقد افتتحها سموّه في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهي مؤسسة أكاديمية علمية غير ربحية، وعنها قال سموّه، إنها أغلى المشروعات التي يقدمها للمدينة، فيما
تبدأ الجامعة مسيرتها بكليات القانون، وإدارة الأعمال، والآداب والعلوم، وتقنية المعلومات والاتصال، والعلوم الرياضية وبرامجها، التي سيتأهل خريجوها ببرنامج البكالوريوس في التربية البدنية وعلوم الرياضة، للعمل في مجالات مختلفة للارتقاء بالمستوى الرياضي، من مدربين في الأندية الرياضية، ومراكز اللياقة البدنية، ومعلمين للتربية البدنية في المدارس، والجامعات، ومعلمين لتأهيل الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة.
وبشكل عام، تهدف الجامعة لإرساء بيئة متميزة في التعليم العالي، ومن تخصصاتها، تقديم كلية القانون 3 برامج، واحد منها في البكالوريوس، وبرنامجان في الدراسات العليا، فيما تقدم كلية إدارة الأعمال 3 برامج، اثنان منها في البكالوريوس، وبرنامج في الدراسات العليا، كما تقدم كلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال 7 برامج علمية لدرجة البكالوريوس، وبرنامجين للدراسات العليا.
مرافق الجامعة
أما مرافق الجامعة فتتكون من مبنيين للطلاب والطالبات، ومبنى إداري، صمّما على أحدث طراز، وفقاً للمواصفات العالمية، بما يراعي تلبية احتياجات الطلبة والهيئات الإدارية والأكاديمية والفنية، فيما يتكون المبنى الإداري من طابقين، وطابق أرضي على مساحة 4860 متراً مربعاً، ويضم قاعة مؤتمرات، ومركز تقنية المعلومات، ومكاتب إدارة القبول والتسجيل، ومكاتب إدارية للخدمات المساندة، ومكاتب إدارة الجامعة العليا، وقاعات اجتماعات، ومكتب رئيس الجامعة، وعدد من المكاتب الملحقة.
وتضم كليّتا الطلاب والطالبات، ثلاثة مبانٍ لكل منهما على مساحة 6442 متراً مربعاً، منها مبنى الفصول الدراسية، ويضم عدداً من القاعات الدراسية، ومختبرات حاسوب. أما الفصول الدراسية فتتوزع بين قاعات التعليم المرن، والتقليدي، والتفاعلي، والمحاضرات، ومختبرات الفيزياء، والعلوم والأحياء، والعلوم الرياضية، وردهة المركز الطلابي التي تضم المسرح الجامعي، ومرافق أخرى متنوعة لخدمة الطلبة، وقاعة متعددة الأغراض، وعدداً من المكاتب الإدارية، والمنتدى الطلابي.
برج الساعة
وعلى تقاطع شارع الوحدة مع شارع الكورنيش بمدينة كلباء، يقع برج الساعة الذي يعدّ تحفة معمارية راقية، بزخارفه الإسلامية الحديثة التي تزين واجهاته الأربع، وقبّته الرحبة المغطاة بموزاييك مذهّب، وعنه يقول الدكتور سليمان الزعابي، رئيس دائرة شؤون البلديات، إن ارتفاع البرج 60 متراً، بمساحة 668 متراً مربعاً، و2532 متراً مربعاً للممرات المؤدية إليه، ويتكون من 7 طوابق، وتعلوه ساعة ضخمة بقطر 5 أمتار، يمكن رؤيتها من مختلف أرجاء المدينة.
وتحيط بالبرج 12 نافورة مائية تمثل عدد الساعات، و60 نافورة فرعية تمثل عدد الدقائق، تندفع المياه من فوّهاتها بنظام متتال يعبر عن التوقيت الزمني، فضلاً عن 4 فوهات أخرى. ويضم شرفتين لمشاهدة معالم المدينة، تقع الأولى في الطابق الخامس على ارتفاع 33 متراً، وتضم مطعماً للزوار. والثانية في الطابق السابع على ارتفاع 46 متراً، وتوفر إطلالة لمشاهدة بحيرة كلباء، وجامعة الشارقة، ومركز كلباء التجاري، ومحمية القرم، وغيرها من الأماكن.
وتحيط بميدان برج الساعة مسطحات خضراء بمساحة 2100 متر مربع، و940 موقفاً للسيارات على امتداد شارع الكورنيش لخدمة زوار البرج، وممرات مشاة آمنة، ونفق بطول 65.7 متر، يؤدي إلى برج الساعة، ويضم عدداً من الجداريات المصورة لأهم المعالم القديمة والحديثة بكلباء.
سوق الجبيل
ونصل إلى سوق الجبيل الذي يتوقع افتتاحه الشهر المقبل، ويتواصل حديث الدكتور الزعابي، موضحاً أن السوق يمتاز بعمارته الإسلامية، الممتزجة بتصاميم معمارية حديثة، ويمتد على مساحة 352 ألف قدم مربعة، ويعدّ ركيزة تسوّق أساسية لأسر المدينة، والمتسوقين، والزوار كافة، بما يحتويه من أقسام للخضراوات، والفواكه، والأسماك، واللحوم، وعدد من منافذ بيع الأطعمة، والمواد الغذائية، فضلاً عن استراحة، وكافتيريا، ودورات مياه، ومرافق عدة أخرى رديفة له، منها مواقف للسيارات وغيرها.
وهناك مركز كلباء للتسوق، افتتحه صاحب السموّ حاكم الشارقة، عام 2020، بالقرب من محمية خور كلباء لأشجار القرم، ويعدّ متكاملاً من حيث توفير متطلبات الأسر، لاحتوائه على فرع ل«جمعية الشارقة التعاونية»، يمتد على طول مساحة المركز، فضلاً عن احتوائه على مطاعم، وأماكن للجلوس، وغيرها، فيما 90% من المحال فيه شغلت العام الجاري، وتوافر مساحة عشبية كبيرة مقابل المركز، يمكن للأسر قضاء أوقات جميلة فيها.
البنايات السكنية
تتجلى إنسانية صاحب السموّ حاكم الشارقة، دوماً في كل قول وفعل، ومن ذلك مشروع البنايات السكنية التي تضم محال تجارية في منطقة سهيلة والسور، والتي تباري في جمالية تصميمها، ومعمارها، ما عداها، وتشمل 41 بناية، تطل شرفاتها على كورنيش كلباء، في مظهر خلّاب، وصورة مرئية متناغمة، ورغم الكلفة التي تحملتها الحكومة في إعادة بناء هذه البنايات، فإن سموّه قرر تعويض صاحب كل بناية 150 ألف درهم، عن توقف إيرادات الملّاك خلال أعمال مشروع الحكومة في تطوير المدينة، وأكد سموّه في ذلك، أن مبلغ التعويض هو حق للملّاك، وليس منحة أو مكرمة، وخلال الأيام القليلة الماضية سلّم سموّه شهادات ملكيتها، ومفاتيحها لملّاكها.
مشروعات مقبلة
لا يألو صاحب السموّ حاكم الشارقة، جهداً في النهوض بمدينة كلباء، وتدعيم نهضتها في الجوانب كافة، وفي ذلك من المنتظر، خلال يناير/ كانون الثاني 2024، افتتاح الحدائق المعلقة، ومساحتها مليون ونصف المليون قدم مربعة، وارتفاعها 53.5 متر، وزرع فيها 16 نوعاً من النباتات، وافتتاح بحيرة الحفية، وهي مشروع سياحي يضم استراحة، ومسجداً، ومنطقة ألعاب طولها كيلومتران، والمركز الرياضي على جبل ديم الذي يقع على ارتفاع 700 متر، ويتبع كلية الرياضة والتربية البدنية في جامعة كلباء، ويضم 3 ملاعب متخصصة للتمارين والمعسكرات، وسيقدم علماً كبيراً في التشريح، والعلاج، والتطبيب.
مسجد القلعة
في موقع استراتيجي على طريق شاطئ كلباء في منطقة حي القلعة بضاحية خور كلباء، يقع مسجد القلعة، الذي بنى على الطراز الإسلامي المزخرف، على مساحة (10,393) قدماً مربعة، ويبلغ ارتفاع قبته 16.6 متراً، ويتسع مصلّى الرجال ل790 مصلياً، ومصلّى النساء 90 مصلّية، فضلاً عن المساحات الخارجية للمصلين، وأماكن الوضوء، والرواق الخارجي الذي يسع 200 مصلّ. ويضم المسجد مكتبة تتوافر فيها مختلف الكتب الإسلامية، والقرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة لاطلاع المصلين، فضلاً عن توفر ألف موقف للمركبات خارجه.
كورنيش كلباء
يعد كورنيش شاطئ كلباء الذي يطل على المحيط الهندي عند خليج عُمان، من المشروعات التطويرية المبهرة في المدينة، ويمتد على طول 9.4 كم، ويضم 3 مسارات للسيارات في اتجاهيه، وشارع خدمة على طوله، وخدمات عدة متنوعة، منها مسار مطاطي للجري، ومقاعد مظللة مواجهة للبحر، وممرات عبور مشاة وغيرها؛ وفي ذلك يقول الزعابي إن الكورنيش وجهة مثالية لأهالي المدينة، والزوار، ومرتادي الشاطئ.
معنى كلباء
تقع كلباء على بعد 120 كيلومتراً شرق مدينة الشارقة، وعلى بعد 12 كيلومتراً جنوب مدينة الفجيرة، ويتبلور معنى «كلباء»، كما أوضحه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بقوله «الكَلِبَه شجرة شائكه تعلق بمن يمر بها، وفي كلباء يطلقون عليها أم الغيلان، وهي معروفة تنبت على الأسوار في السباخ، وفي الأرض القاحلة، حتى إذا مر بها الزمن هي الوحيدة التي تبقى بين الأشجار، ويقال للأرض التي تكثر فيها تلك الأشجار أرض كَلِبه أو كلباء».
