معظمنا، قد لا يعلم أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأهداف التي نضعها، ونتطلع إلى تحقيقها وإنجازها، والوقت المتاح أو الذي نملكه ونستطيع تخصيصه لتلك الأهداف.
لأنه كلما تصاعدت ونمت أهدافك وطموحاتك، وفي الجهة المقابلة انخفض مقدار الوقت المخصص لتحقيقها، فإن هناك سلسلة من الارتباك والخلل ستقع، منها جمع المعلومات عن تلك الأهداف، لن تكون متكاملة، ثم إن التدرب على تنفيذ تلك الأهداف، لن يكون مكتملاً هو أيضاً، عندها- من دون شك- ستكون النتائج أقل من المتوقع، وستكون هناك إخفاقات متعددة، وستشعر في نهاية المطاف بأنك لا تحقق أياً من أهدافك الحياتية.
والسبب ليس لتدني الاستعداد، أو لعدم وجود الرغبة، أو لوجود تدنٍ في الذكاء لديك، أو لأنك غير جدير بالتفوق والنجاح.
إطلاقاً، هذا جميعه لا علاقة له بما ظهر لك من نتائج، غير طيبة وغير مقبولة، السبب ببساطة أن هناك أهدافاً تم إعدادها بشكل منفصل عمّا تستطيع تخصيصه لها من وقت؛ بمعنى أنه عند إعداد الأهداف، كنت طموحاً وشغوفاً، وهذا طغى تماماً على الموضوعية، وتجاوز النظرة السليمة لما يحيط في حياتك من انشغالات متعددة، ومهام أخرى متفرقة.
وبالتالي لم تكن الأهداف مع أنها جميلة وواعدة منسجمة مع واقعك، ومتماشية مع ظروفك؛ من هنا وقع الخلل، ونتج عنه، ارتباك في التنفيذ.
وكما هو واضح، عندما وضعنا خططنا لتحقيق المزيد من النجاحات، أو لإنجاز مشروع ما، لنحقق سبقاً ونقفز نحو التفوق والتميز، كنا أكثر حماساً، لكن على أرض الواقع، وعند التنفيذ، كانت هناك متطلبات متعددة، منها الفترة الزمنية، وأقصد الوقت المخصص، ومنها أيضاً المعلومات، والشغل والعمل عليها. هذه جميعها جوانب، حيوية، يغفل عنه الكثير من الناس، وعندما يتعرضون للإخفاق، أو عند حدوث تأخير كبير في الإنجاز يلومون أنفسهم، وقد يستدعون الكثير من الأسباب، لكنهم لا يضعون أيديهم على مكمن السبب الحقيقي، وهو استعدادهم لإتمام هذا المشروع أو لتحقيق تلك الأهداف، ومنحها ما تحتاج إليه من وقت وفترة زمنية. ضع أهدافك بشكل معقول، يتناسب مع ما لديك من وقت فراغ لإنجازها، لا تضغط على مهامك الأخرى، ولا تسبب التوتر والقلق لنفسك...
