من أجل السلام

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تجدد دولة الإمارات مواقفها الثابتة على أهمية التعاون الدولي من أجل إقامة السلام العادل والاستقرار في المنطقة والعالم، ونبذ العنف والحروب، وكل الممارسات التي تحض على الكراهية والعنصرية، وتؤدي إلى توسيع رقعة الصراعات، بما يؤدي إلى عدم الاستقرار ويهدد السلام والأمن في العالم.

في كلمته أمام «قمة الرياض» بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، يوم أمس، وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، النقاط على الحروف في ما يخص العلاقات بين هذه الدول، وما يتعرض له العالم من تهديدات وجودية بسبب الصراعات المتفاقمة، والأزمات المتعددة التي تحيق بالعالم، ومن بينها ما يجري على أرض قطاع غزة.

وقد أكد سموه أن هذه القمة «تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون ورابطة دول الآسيان في مختلف المجالات، خصوصاً ما يجمع بين الجانبين من روابط وثيقة، وما يتوفر من فرص كثيرة ومتنوعة لتعزيز المصالح المشتركة في مختلف المجالات»، وذلك إيماناً من سموه بأنه كلما تعززت آفاق التعاون بين الشعوب، ازدادت فرص الأمن والرخاء والسلام للبشرية، وتقلصت الصراعات وكل التحديات الأخرى المتمثلة بالفقر والبيئة والجوع والأمراض، ومعها كل الأفكار الهدامة التي تبث سموم الكراهية والتطرف والحقد، أو تدعو لغلبة القوة على الحق والعدالة، أو تستنفر العصبيات والأحقاد الطائفية والمذهبية، أو تغذي العنصرية من خلال رفض الآخر بسبب لونه أو دينه أو أصوله العرقية.

وفي مجرى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من كارثة إنسانية مهولة جراء القتل والتدمير الممنهج بسبب الآلة العسكرية الإسرائيلية، وما أدت إليه من فظائع، فقد جدد صاحب السمو دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع اتساع الصراع وتهديده للسلام الإقليمي، من أجل إنقاذ المدنيين الأبرياء الذين يواجهون الموت في كل لحظة.

ووجه سموه كلامه إلى المجتمعين محذراً بأننا «نجتمع اليوم بينما تشهد منطقتنا صراعاً دموياً تتفاقم تداعياته ومخاطره يوماً بعد يوم، خاصة على المستوى الإنساني»، مشدداً على أولوية «المحافظة على أرواح كل المدنيين، وتوفير الحماية لهم، وفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة من دون عوائق»، وداعياً إلى «تضافر الجهود لإيجاد أفق للسلام الشامل في المنطقة»، لأنه من دون الوصول إلى هذا السلام فإن المنطقة لن تهدأ، وسيظل السلام مجرد سراب لن يؤدي إلا إلى ما نشاهد بعض فصوله الآن.

لطالما دعت الإمارات إلى أهمية التعاون الدولي في بناء الثقة وحل الخلافات من خلال الحوار، وإرساء دعائم السلام لبناء عالم بلا صراعات، وقيام عدالة دولية حقيقية تقر بحقوق الشعوب وسيادتها واستقلالها وحريتها.

وكما عودتنا دولة الإمارات في أن تتقدم الصفوف في دعم الشعب الفلسطيني لتمكينه من الصمود والتغلب على محنته، وبعد الدعم الذي قدمته مؤخراً من خلال حملة «تراحم من أجل غزة»، فقد تقرر مواصلة الحملة في دبي وأبوظبي والشارقة بمشاركة العديد من المؤسسات الخيرية والمتطوعين من مواطنين ومقيمين، بدءاً من يوم أمس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4auwm6zj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"