تحالف استراتيجي ثلاثي

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تأخذ العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية أبعاداً جديدة من التطور على وقع الحرب الأوكرانية، والصراع في منطقة شرق آسيا؛ حيث تتزايد المخاوف من المساعي الأمريكية المتواصلة، لمحاصرة كوريا الشمالية والصين بالأحلاف العسكرية والعقوبات، ونشر المزيد من البنى التحتية العسكرية الاستراتيجية، ومن بينها عناصر نووية في الدول المجاورة.

إزاء الخطر المشترك الذي تشعر به موسكو وبيونغ يانغ ومعهما بكين، فإن زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا في أيلول/سبتمبر الماضي، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين قبل أيام، واجتماعه بالزعيم الصيني شي جين بينغ، وإعلانهما عن «علاقات استراتيجية بلا حدود» بين بلديهما، تؤكد أن العلاقات بين الدول الثلاث، باتت تشكل تحولاً استراتيجياً واضحاً في مجرى المواجهة مع الولايات المتحدة، من دون مواربة.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الروســــي سيرغي لافروف إلى بيونغ يانغ، واجتماعه بالزعـــــيم الكوري الشمالي؛ بهدف استكمال مناقشة القضايا التي تم الاتفاق عليها في سبتمبر/أيلول، ومن بينها الإعداد لزيــــارة الرئيس الروسي إلى بيونغ يانغ.

ويبدو واضحاً من خلال التصريحات التي صدرت عن لافروف بعد لقاء نظيرته الكورية الشمالية تشوي سون هوي، والزعيم الكوري كيم أن زخم العلاقات بين البلدين يتسارع بشكل لافت، بقوله: إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى «مستوى نوعي جديد واستراتيجي»، وإشارته إلى شعور روسيا بـ«القلق البالغ من تكثيف الأنشطة العسكرية للولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في المنطقة ومن سياسات واشنطن».

وكان لافتاً قول لافروف: «نقدّر بشكل كبير دعمكم المبدئي والواضح لما تقوم به روسيا في ما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا»، وهذا أمر يثير الكثير من القلق لدى الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة من قيام بيونغ يانغ بتزويد موسكو بالأسلحة والذخائر في حربها الأوكرانية، خصوصاً أن واشنطن أعلنت، مؤخراً، أن روسيا تسلمت بالفعل شحنات من الأسلحة الكورية الشمالية، لكن الكرملين اعتبر أن هذه الاتهامات «لا تستند إلى دليل».

لنفرض جدلاً أن هذه الاتهامات صحيحة، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يزودون أوكرانيا بكل ما تحتاج إليه من دعم عسكري، لتمكينها من مواصلة الحرب، وإلحاق هزيمة بروسيا، وبالتالي يصبح من حق روسيا، البحث عن أي مصدر لتزويدها بالسلاح الذي تحتاج إليه.

يُذكر، أن العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ ليست جديدة، فقد لعب الاتحاد السوفييتي دوراً مهماً قبل خمسة وسبعين عاماً في تحرير كوريا من الاحتلال الياباني.

وعندما يعلن لافروف أن كوريا الشمالية «جارة مقربة وشريك تاريخي»، فهو يريد أن يقول: إن العلاقات بين البلدين، تأخذ أبعاداً تتجاوز أي علاقات عادية بين بلدين.

تشكل زيارة بوتين إلى بكين المتزامنة مع زيارة لافروف إلى بيونغ يانغ، وما أسفرتا من نتائج، رداً على محاولات التحالف الغربي بسط هيمنته على منطقة المحيط الهندي - الهادئ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/aburnpvp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"