عملك بين الإيجابية والسلبية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في مختلف بيئات العمل، يحدث تباين واختلاف في الطرق والأساليب القيادية التي ينهجها المديرون والمسؤولون، في إدارة المهام والأعمال، وتوزيعها على فرق العمل وموظفيهم.

ودون شك أن هناك قادة متميزين، يملكون الحلول اللازمة والقدرات على التعامل مع العقبات والصعوبات التي تواجههم.

لكن على الجانب الآخر هناك مديرون، لا يتمتعون بالصفات القيادية، ولا الحس الإنساني، وأيضاً يفتقرون للمعرفة والذكاء، اللذين من الممكن أن يمكناهم من وضع الخطط، وقيادة موظفيهم بطريقة عادلة وصحيحة، وبدلاً من هذا، فإنهم ينتهجون الغموض، ويستخدمون القسوة، ويسيرون دون خطة واضحة يفهمها العاملون معهم، وهذا يسبب حالة من التوتر والقلق، وتصبح بيئة العمل غير صحية.

وهذه المشكلة، قد تنشأ بطريقة متعمدة، أو غير متعمدة، بمعنى أن المدير، قد يفتقر فعلاً للطرق والأساليب الصحيحة، وبالتالي إدارته تكون عشوائية، لا تخطيط فيها، ولا مهارة، ولا توجيه، ولا تقويم، ولا تشجيع. لكن بعض المديرين، ينهج هذا الأسلوب؛ لزعمه أنه مفيد، لأنه يجعل موظفيه في حالة استعداد دائم، والحقيقة أنهم في حالة توتر وترقب، ولا أكثر، وليحافظ الموظف على لقمة عيشه، فإنه يتكيف مع مثل هذه الحالة، وهي حالة الترقب والتوتر، ويتخلى عن الإبداع، ويختفي الحماس، ويبقى دون إنتاجية فعلية، وهذا يؤدي إلى انخفاض في الرضا الوظيفي، وتسرب الكفاءات والموهوبين، وبحثهم عن فرص عمل أخرى بعيداً عما يعملون فيه حالياً؛ لأن بيئة العمل باتت سامة، وغير محفزة، وتبعث على الكآبة، وأيضاً تفتقر للأمان.

دون أدنى شك أن بيئات العمل، في هذا العصر، الذي يتوهج بالمعرفة والمعلومات والتكنولوجيا وثورة الاتصالات، تحتاج لمديرين وقادة، ملهمين، يملكون مفردات التحفيز، لأن تحديات الأعمال متصاعدة، والضغوط متزايدة، والإنتاج يجب أن يكون مستمراً وفي الذروة.

وتبعاً لهذه الثورة الاتصالية والتكنولوجيا، فإن المديرين، وقادة الأعمال، يواجهون أيضاً صعوبات جمّة ومتعددة، ويكفي أنهم يتعاملون مع شخصيات متنوعة من الموظفين والعاملين؛ حيث تختلف إمكانات كل واحد منهم عن الآخر، وأيضاً تتباين الاستعدادات، والمعارف، وهذه بحد ذاتها مشكلة، بل تتباين الحماسة والاندفاع؛ لأن البعض محبط، أو مثقل بهموم أخرى، بعيدة عن هموم العمل، وبالتالي إنتاجيته ستكون منخفضة. ومع هذا فإنه يقع على كاهل المدير وقائد العمل، أن يصنع من الأجواء الوظيفية أجواء جميلة، ومبدعة، وخلاقة؛ لتكون بيئة العمل محفزة ومنتجة.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz87uab

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"