«الخليج».. سيرة ومسيرة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

في الوقت الذي لم نكن على معرفة بعد بألف باء الكتابة.. ما هي؟ ما شكلها؟ ما لونها؟ ما طعمها؟ وما أصلها وفصلها وفصولها وتفاصيلها؟ وما موقعها من الإعراب في معاجم اللغة؟ وما مغزاها؟ وما هي غزواتها في عالم العلم والمعرفة والعلم بالشيء والإعلام به؟ في ذلك الوقت، حيث 19 أكتوبر 1970، وتحت شعار «للحقيقة دون خوف.. وللواقع دون زيف»، انطلقت مسيرة جريدة «الخليج» الإماراتية، بقيادة الرائدين الإعلاميين الشقيقين المغفور لهما بإذن الله، تريم عمران تريم ود. عبدالله عمران تريم.. بصوت إعلامي مقروء من شريحة عريضة من عشاق الصحافة، من الخليج إلى المحيط، منطلقة من الكويت الشقيقة حيث كانت تطبع، طائرة إلى دبي، لتعمّ أرجاء الإمارات، ولتستمر في مسيرها، مواصلة عزفها الإعلامي الفريد والمتفرد حتى 29 فبراير 1972، لتتوقف عجلة «الخليج» حتى إشعار آخر.

وبعد أن تعرّفنا إلى الكتابة، وإلى معنى المطبوعات الورقية، عبر مجلتي «الرمس» الصادرتين في العام 1979؛ إحداهما لنادي الرمس الرياضي الثقافي، والثانية لمدرسة الرمس الإعدادية للبنين، هنالك، في تلك المدرسة، وفي 5 إبريل 1980 على وجه التحديد، كان لقاؤنا الأول بالصحيفة الأم «الخليج»، التي عاودت رحلتها الإعلامية من بيت الفكر والثقافة «الشارقة»، بالجدية نفسها، وبالثقة والثقافة نفسيهما، وبالشعار نفسه، وبالمشاعر الوطنية نفسها.. فكانت «الخليج»، مدرسة إعلامية تتلمذنا على يديها، ونهلنا من معينها الشيء الكثير، حتى تغلغل عشقها في القلب والعقل والحواس والضمير.

في يوم الأربعاء 25 يناير 1984، فيما كنت ضمن وفد نادي الرمس الرياضي الثقافي الزائر الثقافي لجريدة «الخليج» للوقوف على أمر مراحل رحلة الجريدة من ألف الإعداد إلى ياء الصدور، كان لقائي بمقالتي الأولى عبر «منبر الخليج» في صباح اليوم التالي الخميس 26 يناير 1984.

في فجر يوم الخميس 19 أكتوبر 1995، فيما كانت «الخليج» تحتفي بيوبيلها الفضي (19 أكتوبر: 1970 – 1995)، كنتُ أحتفي بإشراقة شمس مولودتي الأولى «موزة»، كما لو أنَّ ذلك الحدث العائلي الثمين، إشارة إلى زيادة الصلة بالجريدة الأم «الخليج».

وفيما في شهر إبريل 2011، انضممت إلى أسرة كُتّاب «الخليج» للكتابة الأسبوعية عبر زاوية «كلمات»، ابتداء بمقالتي الأولى بتاريخ 2 مايو 2011.. احتفت «الخليج» بابنتي «موزة» في 13 إبريل 2012، بوصفها إحدى المشاركات في جائزة رأس الخيمة للفتاة المثالية آنذاك؛ إذ عملت على تغطية المحاضرة التي نظمها لها فرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برأس الخيمة (ابنة 16 عاماً تحاضر عن الهوية واللغة العربية).

واليوم، حيث ال(19 أكتوبر 2023)، فيما تحتفي «الخليج» بنفسها وأنفاسها وأُناسها، وبنجاحها الذي حملها لتكون في مقدمة صفوف الصحف والإعلام العام، فإن «الخليج»: سيرة وطن ومواطنين ومقيمين وزائرين، ومسيرة أقلام اتخذت من أوراقها وكلماتها وحروفها منصة فكر وتنوير وإسهام في النهضة الثقافية الإعلامية الإماراتية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ysr9sabk

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"