مؤتمر المكتبات.. الحيثيات والدلالات

16:03 مساء
قراءة دقيقتين

تسبق معرض الشارقة الدولي للكتاب بأيام قليلة فعاليتان كبريان أصبحتا جزءاً مهنياً من شخصية المعرض هما: مؤتمر الناشرين، ومؤتمر المكتبات، وبين المؤتمرين صلة مهنية مباشرة أيضاً هي (صناعة الكتاب)، وبالتالي، صناعة النشر في العالم، وصناعة التوزيع، توزيع الكتاب وتيسير حركته وشحنه وتخزينه، وهي معاً قضايا تهم الناشرين، وتولّت الشارقة عن طريق مدينة النشر فيها تحويل هذه القضايا التي تؤرّق بعض الناشرين إلى حلول عملية رحّب بها الكثير من ناشري العالم هنا في الشارقة وفي بلدانهم التي قد تكون تجاهلت مشكلات النشر والناشرين، غير أن كل هذه المشكلات وجدت تفكيكها وحلّها هنا في معرض الشارقة الدولي للكتاب.

هذه مقدّمة لابدّ منها في سياق الحديث عن مؤتمر المكتبات في هذه الدورة للمعرض، فنحن نلتقي بأكثر من 400 خبير في هذا المؤتمر وفي دورته العاشرة.. نلتقي أيضاً بمتخصصين في علم المكتبات من أمناء هذا القطاع العالمي، ضمن خبرات وتجارب مكتبية من 30 دولة من العالم هنا في الإمارات التي تشهد نمواً مطرداً في صناعة النشر والكتاب وعلوم المكتبات الحديثة وتاريخها من الورقي إلى الرقمي.. ولن أتحدث هنا عن (موضة الذكاء الاصطناعي أو الصنعي)، فالتاريخ الكلاسيكي أو التقليدي للمكتبة بشكل عام وروحها الثقافية يظل في الواقع تاريخ الورق والحبر والمحبّرين القدامى والجدد، حتى لو تدخلت الآلة الرقمية الصنعية في عمل الإنسان.. وعمل يديه، ودماغه.

أكثر من مرة يُشار إلى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب هو معرض مشاريع ومبادرات ثقافية كبيرة في أهدافها وفي آلياتها.. وحين نتحدث عن مؤتمر مكتبات بهذا الحجم الدولي، فنحن ضمنياً نشير إلى دولية وعالمية المعرض نفسه، الذي يشهد تزايداً سنوياً في استقطابه للناشرين، ومساحات العرض، وتزايد البلدان المشاركة فيه.. العربية وغير العربية.

قبل المؤتمر، للشارقة تاريخ طويل عريق في ما يتصل بالمكتبات منذ الخمسينات من القرن العشرين وإلى اليوم.

مكتبات حكّام وشعراء وأدباء وتجّار ومعلمين نشأت في الشارقة قبل عشرات الأعوام منذ أن كان التعليم على الحصيرة وعلى الأرض، وإلى أن صار التعليم يُكتسب في أرقى الجامعات.

ذاكرة مكتبات الشارقة على أيدي شيوخها ورجالات العلم وأعيان الأدب والتاريخ والفكر فيها هي ذاكرة مكان وذاكرة إنسان في الإمارة التي استحقت بجدارة أكثر من لقب عربي ودولي أساسه الثقافة، وأساس الثقافة هو الكاتب والكتاب والمكتبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2y79zn2c

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"