خفيف الروح..جمال مطر

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

قليلاً، بل، نادراً ما يُشار إلى مسرحية من تأليف وإخراج جمال مطر أنجزها في العام 1987هي «خفيف الرّوح» وكان آنذاك في نحو الرابعة والعشرين من عمره، ويبدو أن خفّة الروح هذه ستصبح ملازمة نفسية وثقافية لهذا المسرحي،المخرج والمؤلف الذي وضع بصمة استثنائية له في المسرح الإماراتي والخليجي منذ أن شغف روحياً وبدنياً بفن الخشبة والستارة، وأقول (بدنياً) ذلك أن المسرح في جزء من تعريفه هو لياقة بدنية، وأيضاً، لياقة فكرية وثقافية وهي سمة مرئية تماماً في شخصية صاحب «جميلة» 1992.

مناسبة هذه المقدّمة هي استحقاق جمال مطر لقب الشخصية الثقافية في الدورة الحالية لمهرجان دبي لمسرح الشباب، أحد المسارح العريقة في الإمارات بعناصره وكفاءاته المبكرة في ثقافة المسرح، وأخلاقياته الأدبية والإبداعية، وإذا كان هنا لا بدّ من لغة شخصية بهذه المناسبة، فإنني سعدت بهذا اللقب الذي استحقه صاحب («قبر الولي» 1994، إذْ تجمعني بهذا المسرحي الهادئ خفيف الرّوح معرفة، بل صداقة تعود إلى التسعينات، ولا أنسى، كما لا ينسى الكثير ممّن عايش مهنية جمال مطر الإعلامية أنه ربما أوّل من أطلق الفنان الجميل والمثقف كاظم الساهر من دبي، حين جال به قبل أكثر من ثلاثين عاماً في قارب في خور دبي ضمن مادّة تلفزيونية حيّة مرحباً ومحتفياً بالساهر، أحد نجوم الغناء العربي اليوم.

جمال مطر إعلامي تلفزيوني، مرة ثانية، خفيف الروح، وسوف تنسحب هذه الخفّة الغنائية الشعرية على مادة جمال مطر الشعرية في مجموعته («حب الملح أكثر»، وتنسحب هذه الروح البلاغية الطليقة أيضاً على مادة جمال مطر الروائية في روايتيه «ربيع الغابة») و«كلب»، ثم سوف تطوف خفّة الروح هذه في جميع أعماله المسرحية:«راعي البوم عبرني»،«غاب القطو»،«دار الهوى دار»، وغيرها من أعمال مسرحية بعضها موجّه للأطفال.

الاحتفاء بجمال مطر هو في معناه الأخلاقي احتفاء بالمسرح الإماراتي منذ أن كان فرجة شعبية جماعية في ستينات أو سبعينات القرن العشرين، وإلى اليوم الذي أصبح فيه مسرح الكفاءات كما هو مسرح المدرسة ومسرح الجامعة، ومسرح العائلة، ومسرح الصحراء، ومسرح العرب في إطار مثقف وُلِدَت من خلاله عشرات، بل ربما مئات العناصر المشتغلة (بقلب ورب) كما يقولون في هذا الفن الإنساني العالمي الجميل..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr28c6mp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"