الغيمة السوداء تمطر أملاً

02:05 صباحا
قراءة دقيقتين
ميثا السبوسي

قبل أن تحل أزمة «كورونا» على العالم، كنا نُلقي بلائمة كبيرة على العالم الافتراضي، والشبكة المعلوماتية في قطع العلاقات الاجتماعية، وقضاء الكثير من الوقت مع الأصدقاء الافتراضيين، والانشغال بأمور لا تمت بصلة للعالم الواقعي.
أما اليوم، ومع التباعد الاجتماعي الذي فرض علينا تزامناً مع الحجر المنزلي، أصبحت جميع العلاقات افتراضية حتى مع أقرب الناس إلينا.
علينا التعامل مع هذه الأزمة وكأنها غيمة سوداء ستنقشع لا محالة بعد أن تمطر أملاً، والأفضل أن نتعايش مع الأزمة التي أصابت العالم كله، واستغلال الوقت أفضل استغلال وتلمّس الزوايا المشرقة وسط هذا الظلام الدامس.
مع البقاء في البيت وزيادة استخدام الإنترنت، وفي ظل توقف النشاطات المعتادة الذي لم يترك أرضاً إلا وحلّ بها، يأتي دور الوعي بكيفية التعامل مع هذه المرحلة، فمحلات التجزئة و«السوبر ماركت» مثلاً قامت بتعزيز سوق الطلب عبر الإنترنت وتفعيل البرامج الخاصة بها، وترويج بضائعها في تطبيقات في متناول يد المستهلك، ليصل إليه كل ما يريده دون الحاجة إلى الخروج من بيته.
وبهذه الطريقة نقلل من الخسائر الناتجة والأضرار الصحية والاقتصادية المحتمل وقوعها، مع الحفاظ على الإجراءات التي اتخذتها الدولة لوقف انتشار الوباء.
هذه الأزمة لم تستطع أن تعيق محبي العلم من مواصلة شغفهم باكتساب المزيد من المعرفة والثقافة، بل دفعتهم لإيجاد سبل للتعايش مع الوضع الجديد والتواصل عن بُعد مع الآخرين.
من هنا وجد البعض برامج ووسائل لتقديم محاضرات عن بُعد وورش عمل، بل ندوات وحوارات ولقاءات، باستخدام شتى التقنيات والتطبيقات، وإنشاء قنوات على وسائل التواصل الاجتماعي. وكلما زاد العرض، أصبح لدى المتلقي خيارات عديدة لمتابعة الأفضل والأكثر كفاءة ما من شأنه خلق بيئة تنافسية ثرية بالمعلومات النافعة والمفيدة.
الأزمة فعّلت الدور الإيجابي للعالم الافتراضي وسهولة استخدامه، وتوفره في أوقات تتناسب مع المتلقي.
لو استشعرنا أن ما نمر به من هموم زائلة فقط يحتاج إلى بعض الوقت، لأدركنا تماماً أننا سنخرج بحصيلة مرضية وفائدة مرجوة، ونستطيع أن نتغير نحو الأفضل. نحتاج إلى مواجهة الأزمة بالتفاؤل والشعور بالرضا، فالسعادة ليست تجنب اللسعات والابتعاد عنها، ولكن بالصبر وعدم التذمر، وفي كيفية التعامل بذكاء مع الظروف.
إذا لم تذق حلكة الليل، فلن تشعر بجمال الشمس التي تعانقك أشعتها لحظة الشروق كل صباح.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"