ألف لا للاستسلام

00:44 صباحا
قراءة دقيقتين

مَن يتمسك بالإصرار والعزيمة والإرادة، يكون عنواناً نموذجياً للتحدي، خصوصاً إذا واجه في مسيرته عقبات كثيرة قادرة على إعاقته ومنعه من مواصلة الرحلة أو على الأقل التراجع والانزواء والاختباء خلف ظروفه الصعبة و«مصيبته» الكبرى، إذن كيف يكون الحال حين يتضاعف التحدي، ويضاف إلى «تحدي القراءة» الذي بتنا ننتظره ويعشقه الطلاب العرب أينما كانوا حول العالم ونشهد دورته السابعة اليوم، تحدي الإعاقة الذي رفع السقف وجعل للدورة الحالية نكهة مختلفة مع استضافة أصحاب الهمم للمرة الأولى؟

كلهم أبطال، صحيح أن كل من شاركوا وكل من وصلوا إلى التصفيات النهائية من مختلف الدول العربية، ينتظرون بفارغ الصبر إعلان اسم الفائز النهائي وحامل لقب بطل تحدي القراءة لهذه الدورة، إلا أن مشاركة أصحاب الهمم جعلت الدورة استثنائية والفوز مضاعفاً، وجعل كل هؤلاء القادمين إلى حفل الختام والمشاركين في المسابقة أبطالاً وفائزين يستحقون كل الدعم والتشجيع، لأنهم تحدوا إعاقاتهم وتحدوا ظروفهم وجعلوا الكتاب والقراءة طريقهم إلى التميز والنجاح.

مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف تشجيع الطلبة على القراءة، وسعت إطار الفئات التي يمكن أن تستوفي شروطها لتشمل أصحاب الهمم فتتيح الفرصة أمامهم لإثبات جدارتهم، وبالفعل تجاوب عدد كبير ووصل إلى التصفيات ٢٢ ألفاً و٥٠٦ طلاب وطالبات، علماً أن لجنة التحكيم اشترطت على أصحاب الهمم قراءة ٢٥ كتاباً.

«ألف لا للاستسلام» هو شعار الدورة الأولى لفئة أصحاب الهمم، وطبعاً هو الشعار الذي يجسده هؤلاء الذين رفضوا الاستسلام لكل ما يعيقهم، لاسيما الإعاقة البصرية، ليثبتوا أن ما من شيء مستحيل ولا يمكن الوقوف في وجه الإرادة متى تحلى بها الإنسان وتمسك بها ليحقق ما يحلم به ويخرج من أي قيود قد تكبّله وتحول دون وصوله إلى التميز.

مبادرة «تحدي القراءة» التي استطاعت خلال السنوات الماضية نشر الوعي بين طلاب المدارس حول أهمية القراءة وأهمية اللغة العربية، ما زالت تحصد المزيد من المشاركات وإقبال الطلاب على التفاعل معها وعلى الأقل المشاركة في القراءة ولو لم يتمكن الجميع من الوصول إلى التصفية النهائية، علماً أن الدورة الحالية شهدت مشاركة قياسية بلغت «أكثر من ٢٤,٨ مليون طالب وطالبة يمثلون أكثر من ١٨٨ ألف مدرسة في ٤٦ دولة حول العالم، وتحت إشراف نحو ١٥٠ ألف مشرف ومشرفة قراءة»، ما يعني أن المبادرة ستبقى تزهر مزيداً من القراء الشباب وستحظى اللغة العربية بالدعم دائماً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26mj87uc

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"