عادي

الشارقة.. بيت المثقفين العرب

00:08 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة.. بيت المثقفين العرب

القاهرة: وهيب الخطيب

اتفق عدد من المثقفين والكُتّاب المصريين، على أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد رائداً في دعم صناعة النشر العربية، وأحد أهم المعارض الدولية التي تهتم بالنهوض بصناعة الكتاب العربي، ويتطلع المعرض في كل دورة إلى التميز وزيادة مكانته والإسهام في نشر الثقافة العربية، وكذلك الإبداع العالمي بكل لغاته.

وأكدوا أن المعرض ملتقى ثقافي وإبداعي كبير يجمع بين كل المجالات التي لها علاقة بالثقافة من كل أنحاء العالم، واعتبروه مناسبة للقاء المثقفين والاطلاع على آخر إنتاجهم، ولفتوا إلى أن الشارقة أصبحت بيتاً لكل المثقفين العرب. قال الروائي الكبير جار النبي الحلو: «الحقيقة أن المعرض واحد من أهم معارض الكتاب التي رأيتها في حياتي، وهو كذلك بالنسبة إلى وضعه بين المعارض العربية، إذ يعد واحداً من أكبر المعارض وأهمها دعماً لصناعة النشر العربية، والحقيقة أنه يتميز عن كل المعارض الخليجية الأخرى بوجود تغطية كبيرة له من حيث الحضور الإعلامي والتمثيل الدولي الكبير، وكذلك على مستوى دور النشر المشاركة، إذ نجد فيه مشاركات دولية واسعة».

وأضاف: «أكثر ما لفت نظري في المعرض حين شاركت فيه قبل سنوات قليلة هو ذلك الجمال والتنسيق الموجود في كل أروقته، كذلك كان من الرائع أن الدخول كان متاحاً للجميع مجاناً، وكان من ضمن المميزات الرائعة التي وجدتها فيه هو سيناريو العرض الخاص بدور النشر، حيث تم بأفضل شكل ممكن ليساعد على عرض الناشرين إصداراتهم بشكل لافت للجمهور، ما يزيد من حجم الإقبال على شراء الكتب».

وأوضح صاحب رواية «حلم على نهر»: «المعرض يتميز بجدول الأنشطة التي تصاحبه، سواء من الندوات أو الأمسيات الشعرية، وهي من أكثر المظاهر التي أسعدتني، وقد شاركت في ندوة من ندوات المعرض، وكنت حريصاً جداً على متابعة الندوات اﻷخرى؛ لأنها تقدم بجدية وتتناول موضوعات ذات أهمية كبيرة؛ سواء للمثقفين أو لرواد المعرض من الجمهور العادي، وتفتح آفاقًا جديدة على مختلف الفنون».

وقال: «ما لفت نظري هو مشاركة الجمهور في الكثير من تلك الندوات، وشهدت كم كان مسؤولو المعرض حريصين على تقديم الثقافة من جميع أنحاء العالم العربي للزائرين، كذلك تعرف الجمهور إلى أبرز ما قدمته دور النشر العربية. نعم زرت المعرض في عام 2019، واستمتعت كثيراً به، وأعتقد أنه يستحق الاهتمام والمشاركة».

ذكريات

من جانبه، قال الروائي والقاص شريف صالح: «على المستوى الشخصي أحب الشارقة جداً، وتربطني بها أجمل الذكريات في مسيرتي ككاتب؛ لأن الشارقة لا تقدم نفسها عاصمة للصراعات ولا المفاوضات ولا المال، إنما عاصمة للثقافة العربية والإنسانية. هذا التوجه الذي اختاره حاكمها المثقف والمبدع ليس موسمياً، ولا يقتصر على نشاط بعينه، بل هو على مدار العام من مهرجانات ومعارض فنية وتثقيف للأطفال وأنوار مسرح مضاءة وجوائز وتكريم للمثقفين، ويأتي معرض الشارقة للكتاب بأيامه ولياليه وأمسياته وناشريه وجوائزه، ترسيخاً لتلك الفلسفة التي اختارتها الشارقة لنفسها، فهي بيت كل المثقفين والمبدعين العام وعاصمة للكتاب العربي».

الروائي إبراهيم فرغلي، قال: «يعد معرض الشارقة للكتاب من بين معارض الكتب العربية البارزة في خريطة المعارض العربية. ووفقاً للخريطة القديمة للمعارض قبل زيادة عددها حالياً، كان يعد بداية موسم المعارض بالنسبة إلى الناشرين، يفتتحون به موسم النشر، بالتالي كان يمثل المعرض الذي يتعرف فيه القراء إلى الكثير من جديد إصدارات دور النشر. كما يتمتع هذه المرة بالعديد من الفعاليات التي تهتم بالنشر بشكل احترافي، إذ عادة ما يتمتع برنامج المعرض بوجود عدد كبير من المتخصصين في مجال الحقوق من مختلف دول العالم ضمن فعالية تُركز على عملية شراء وبيع حقوق الترجمة في مجال النشر، وهو ما كنا قد عرفناه سابقاً في المعارض الغربية».

وأشار الروائي الحائز على جائزة نجيب محفوظ، إلى أنه «ربما أيضاً ما يميز المعرض الفعاليات التفاعلية المخصصة للأطفال والناشئة، خصوصاً أن الشارقة تولي اهتماماً كبيراً بالنشر لهذه الفئة، أي سواء الأطفال أو اليافعين. إضافة إلى البرنامج الثقافي الذي يستقطب أبرز أسماء الكتاب من أرجاء العالم. ونرجو له وللقائمين عليه المزيد من النجاح في دورته الجديدة قريباً».

إضافة جديدة

بينما قال الروائي والشاعر أحمد فضل شبلول: «على الرغم من انتشار الكتاب الإلكتروني والمكتبات الإلكترونية، فإن معارض الكتب (الورقية) في اطّراد مستمر، وما من دولة عربية الآن إلا ولها أكثر من معرض كتاب، وفي الإمارات، على سبيل المثال، سنجد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، وربما معارض أخرى أيضاً تحتفي بالكتاب ومؤلِّفه».

وحول مكانة معرض الشارقة بين المعارض الدولية الكبرى، أكد «شبلول» أن معرض الشارقة استطاع في السنوات الأخيرة أن ينافس أكبر معارض الكتب في العالم، وأصبح يمثل إضافة جديدة ونوعية إلى تلك المعارض، بل صار عيداً ثقافيّاً في الإمارات وفي الوطن العربي، تُناقش ضمن فعالياته اليومية أهم القضايا المطروحة على الساحة الثقافية، وهو لا يغض الطرف عن قضايا الكتاب الإلكتروني وإيجابياته وسلبياته، على الرغم من أنه قد يكون منافساً للكتاب الورقي، فإنه من خلال التأمل الموضوعي، سنجد أن الكتاب الإلكتروني يأتي مكملاً للكتاب الورقي وليس إلغاءً له، بل إنه من الممكن أن يسهم في الدعاية له والإعلام عنه.

أما عن دور المعرض في الثقافة العربية، فأكدت الروائية والقاصة صفاء عبد المنعم أنه «يعد نافذة مضيئة في حياة القارئ والكاتب والناشر، من حيث نشر الوعي الثقافي بجميع أشكاله المختلفة، ومن حيث الندوات التي تقام أثناء فترة المعرض».

ولفتت الكاتبة التي كُرّمت من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي عام 2022، إلى أن «معرض الشارقة يعد وسيلة مهمة بالنسبة إلى الكاتب، فهو يتيح له التعرف عن قرب إلى الجمهور الذي يحضر الندوات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mw62z2yy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"