نتحدث كتباً

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن
«نتحدث كتباً»، هو شعار الدورة 42 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي انطلقت أمس، بمشاركة 1043 دار نشر عربيّة و990 دار نشر أجنبيّة، وتعرض الدور المشاركة 1.5 مليون عنوان أكثر من نصفها عناوين عربية، واختار المعرض الذي يستضيف نخبة من الأدباء والكتّاب والفنانين العرب للمشاركة في برنامجه الثقافي المصاحب، الروائي الليبي إبراهيم الكوني ليكون شخصية العام الثقافية لهذه الدورة، تقديراً لإسهاماته الكبيرة في تطوير وإثراء المشهد الثقافي والأدبي العربي والعالمي، كما يحتفي المعرض بكوريا الجنوبية ضيف شرف، فاتحاً النافذة للقراء وزوّار المعرض للتعرف إلى ثقافة آسيوية أخرى، في إطار حرص منظمي المعرض على تشجيع حوار الثقافات والتفاعل بين آدابها، وفي هذا الإطار تستضيف هذه الدورة أكثر من 215 ضيفاً من 69 دولة حول العالم، من كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين والفنانين، بينهم حاصلون على جائزة نوبل للآداب، وجوائز عربية وعالمية رفيعة المستوى.

غدا معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبجدارة، واحداً من أهم معارض الكتب، ومن الأنشطة الثقافية والفكرية في العالم العربي وفي العالم، ويعكس شعار هذه الدورة: «نتحدث كتباً» رسالة المعرض، ورسالة الشارقة عامة، وما أجمل أن يقدّم بلد ما نفسه للعالم بهذه الصورة الراقية، محتفياً بالكتاب بما هو خزّان الذاكرة البشرية والمعرفة والوعي والعلم والمعرفة، وما كان لهذا الإنجاز الكبير أن يتحقق لولا الجهود المثابرة والدؤوبة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المثقف والباحث الدؤوب في تاريخ المنطقة والتاريخ العربي عامة، المستمرة منذ عقود، وهي جهود أعطت ثمارها الغنية.

كما يُعبّر شعار الدورة: «نتحدث كتباً» عن رسالة الكتاب ودوره في خلق الوعي والتنوير وإشاعة قيم التسامح والتآخي بين البشر، ونبذ الكراهية والتعصب، انسجاماً مع الرؤية التي تتبناها الشارقة للرسالة النبيلة التي تؤديها الثقافة في الإعلاء من قيم الحوار والتفاعل بين الحضارات، تجسيداً لفكرة التعددية الثقافية والحضارية للعالم وتحقيق التقارب الثقافي والفكري بين الشعوب وفق قيم العدالة والحقّ، إيماناً بوحدة الثقافة الإنسانية على ما فيها من تنوع وتعدد في الروافد التي يليق بها التفاعل الخلاق، الذي يغني الثقافة ويسهم في تطوّر الحضارة الإنسانية ورقيّها، وتاريخ ثقافتنا العربية يشهد على أنها كانت دائماً تتأثر وتؤثر في الثقافات الإنسانية الأخرى، وأكثر مراحل تاريخنا الحضاري والثقافي ثراء وعمقاً هي تلك التي نشط فيها التفاعل مع الثقافات الأخرى.

كما في كل دورة من دورات معرض الشارقة الدولي للكتاب، نكون إزاء عرس ثقافي، هو للرقي والتحضر عنوان، يُعرّفنا بشارقة الكتاب، بإنجازاتها الثقافية متعددة الأوجه، بأفقها العربي والإنساني الرحب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49zr83jr

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"