«إكس» بعد عام

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

حسن مدن

مضى عام منذ أن أصبحت المنصة التي كانت تُعرف ب«تويتر»، ملكاً لصاحبها الجديد إيلون ماسك، الذي حوّل اسمها إلى «إكس»، كأنه أراد تأسيس تاريخ جديد لها؛ بحيث يكون منفصلاً عن تاريخها السابق، لكن تلك ليست مهمة يسيرة، فما زال الناس حتى اليوم حين يأتون على ذكر الاسم الجديد للمنصة، يرفقونه بعبارة «تويتر سابقاً»، بين مزدوجين. سيحتاج العالم إلى فترة قد تطول حتى يعتاد بأن هناك «إكس»، وليس «تويتر».

تغيّر الاسم هل يعني تغيّر السياسة الناظمة لعمل المنصة؟ في هذا يختلف الناس أيضاً. في أول إجراءاته بعد أن اشترى المنصة، أقال ماسك عدداً من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين اتهمهم بتضليله بشأن عدد حسابات البريد العشوائي، لكنه لم يفصح يومها عن خططه بخصوص كيفية تحقيق طموحاته الكبيرة للمنصة المؤثرة، وإن لمّح إلى أنه بصدد تقليل القيود على محتوى ما يُنشر.

من الصعب الجزم ما إذا كان ماسك قد وفى بذلك، لكن هناك مؤشرات لمصلحته، فلو قارنا مقاربة «إكس» للمحتوى المتصل بالموقف من العدوان على غزّة، بمقاربة «ميتا»؛ لوجدنا أن ماسك بدا أكثر تسامحاً مع محتوى ما ينشره المتعاطفون مع أهل غزّة، وعلى الرغم من أنه جرى حجب بعض المحتويات ذات العلاقة، فإن عددها لا يقارن بالعدد الكبير لما حجبته «ميتا» من حسابات ومنشورات؛ بل إن ماسك وفي ردٍ على رسالة للنائبة الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي ألكساندريا أوكازيو كورتيز اعتبرت قطع الاتصالات في الأراضي الفلسطينية «غير مقبول»، أعلن عن استعداد خدمة «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» لدعم خطوط الاتصالات في غزة مع منظمات الإغاثة المعترف بها دولياً، لكن إسرائيل لم توافق، ويذكر أيضاً أن ماسك رفض توسيع نطاق التغطية في شبه جزيرة القرم الواقعة تحت الإدارة الروسية، كما رفض السماح باستخدام أقماره الصناعية في الهجمات الأوكرانية على القوات الروسية هناك.

بعد انقضاء عام على شرائه للمنصة، تمّ طرح السؤال عمّا إذا كان ماسك قد حقق الأرباح الكبيرة التي كان يتوقعها، على الرغم من أنه أعلن في البداية أنه لم يشترِ «تويتر» لكسب المزيد من المال، وإنما «لمحاولة مساعدة البشرية التي أحبها»، وفق تعبيره. نشر موقع «ماشابل» المتخصص في التقنية، أرقاماً تشير إلى انخفاض الإيرادات الإعلانية للمنصة بنسبة بلغت 60 في المئة، وكل شهر كانت إيرادات الإعلانات تنخفض، وأشارت رئيسة «إكس» التنفيذية إلى أن المنصة لديها حالياً 245 مليون مستخدم نشط يومياً في الشهر الواحد، بخسارة تقارب 3.7 في المئة، عن رقم 254 مليون مستخدم، الذي كانت تشهده المنصة قبل الصفقة مع إيلون ماسك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4z9j7rz2

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"