عادي
متعاملون يطالبون برقمنة الخدمات البنكية

مصرفيون: بطء الإنجاز في البنوك التقليدية يعزز التوجه للرقمية

22:53 مساء
قراءة 4 دقائق
دبي: حازم حلمي

أوضح مصرفيون أن وقت الانتظار الذي يمتد إلى ساعات من أجل تخليص معاملة مصرفية في بنك معين، عجّل بكثير من الأفراد إلى فتح حساب مصرفي جديد في بنك رقمي من البنوك التي تنتشر في الإمارات، لاسيما أنها تساعد وبشكل كبير على تسهل وتسريع الإجراءات، دون الانتظار في طوابير استعلامات البنوك الطويلة.

وأكدوا أن البنوك التقليدية التي لا تقدم خدمات إلكترونية شاملة لعملائها، ستفقد الكثير منهم بمرور الوقت لصالح نظيرتها الإلكترونية، التي باتت تجلب الكثير من الأفراد والشركات إليها لسمعتها الطيبة بين المتعاملين. أشار المصرفيون إلى أن معظم البنوك التقليدية في الدولة تسارع، وبشكل كبير مؤخراً، إلى الاهتمام وبشكل لافت برقمنة الخدمات، التي تقدم للأفراد داخل فروعها، كي لا تتأخر في السباق عن نظيرتها الرقمية، التي باتت تلقى رواجاً بين جيل الشباب الذي يفضلها على حساب الأخرى.

واشتكى مراجعون من طول فترة الانتظار التي قد تفوق الساعة، من أجل الاستفسار عن معلومة بسيطة يريد المتعامل الاستفسار عنها من موظف البنك، لاسيما أن بعض المعاملات لا يتم حلها عن طريق الاتصال عبر الهاتف مع البنــك، أو حتــى عن طريق التطبيق الإلكتروني.
يقول عدد من المراجعين في أحد البنوك التقتهم «الخليج»، نحبط في كثير من الأحيان بأن عدد الموظفين في البنك الذي نتعامل معه قليل، وحتى تنجز معاملة لا تحتاج إلى دقيقة، قد تأخذ ساعة في الانتظار، وفي بعض الأحيان عندما تصل إلى الموظف، يقول بأن المعاملة يجب أن يتم حلها عن طريق الاتصال بخدمة العملاء، وعند الاتصال ننتظر حتى يستجيبوا، ربما لأكثر من 10 دقائق، وفي بعض الأحيان 20 دقيقــة، وكلها مكالمات على حساب العميل.

وأوضح بعضهم أنهم قرروا اللجوء إلى البنوك الرقمية في الدولة، والتي تسهم وتسرع من إنجاز المعاملات، دون عناء الذهاب إلى البنوك، أو حتى الانتظار، حتى يأتي دورهم من أجل أن تحل مشكلة صغيرة، قد لا تأخذ من الموظف دقيقة على أقل تقدير، مطالِبين بضرورة رقمنة جميع الخدمات التي تقدمها البنوك التقليدية، أسوة بالتي توجد في البنوك الرقمية.

  • معاملات إلكترونية

يقول حسن الريس الخبير المصرفي: «إن البنوك الرقمية هي التي لا تعتمد الفروع التقليدية للبنوك التي تنتشر في الدولة، ومعظــم معاملاتهــا تنجز فقط عبر الإنترنت». وأوضح أنه على المدى البعيد، سيكون المستقبل للبنوك الرقمية، لأن الأفراد والشركات لن يكونوا بحاجة إلى أن يتوجهوا إلى فروع البنوك من أجل إنجاز معاملة ما، أو الحصول على دفتر شيكات، وكل هذه المعاملات موجودة على تطبيق الهاتف للبنك الرقمي، والذي من خلاله يدير جميع معاملاته بسرعة ودون انتظار. مؤكداً أن الرسوم المصرفية التي تفرض عند إجراء معاملة في البنوك الرقمية، تكون في العادة أقل من التي تفرضها التقليدية.

  • انخفاض الكلفة

ترى عواطف الهرمودي، خبيرة مصرفية، أن البنوك الرقمية تتفوق على التقليدية، من ناحية تقديم جميع خدماتها عبر القنوات الإلكترونية المختلفة، دون الحاجة إلى أوراق أو الذهاب إلى أي من الفروع، بجانب أنها تتمتع بالعديد من المزايا، أهمها؛ سهولة الوصول إلى عملاء جدد، وانخفاض الكلفة التشغيلية، وكلفة تكنولوجيا المعلومات.

وقالت عواطف الهرمودي: «بعد التقدم التكنولوجي الكبير الذي بات سمة العصر الحالي، أصبح من الضروري على كل فرد أن يكون له حسابان مصرفيان، لأن بعض المتعاملين يمرون بظروف معينة، قد تؤدي إلى تعطل أحد الحسابين، وعندها يمكن الاستفادة من الآخر لإنجاز المعاملات، ولكل منهما ميزة (الرقمي والتقليدي)، ومن الصعب الاستغناء عن التقليدية، لأن هناك بعض المعاملات لا يستطيع العميل إنهاءها أو طلبها دون الرجوع إلى فرع البنك، بينما الإلكترونية تقوم بدور ممتاز من ناحية تزويد المستخدمين بتجربة تتميز بالسلاسة والسرعة عبر الإنترنت، وتساعد في التغلب على العديد من المشاكل المتعلقة بالخدمات المصرفية، كما تعمل على تسهيل تعاملات البيع بالتجزئة».

وأضافت: «تتميز البنوك الإلكترونية الجديدة بسهولة الوصول؛ حيث ولت الأيام التي كان فيها العميل مجبراً على استقطاع وقت من يوميه المشحون بالعديد من المهام لزيارة البنك»، مشيرة إلى أنها (الرقمية) مهمة للأشخاص كثيري التجوال، والذين يتنقلون من إمارة إلى أخرى بشكل مستمر، حيث لن يكونوا مقيدين بوجود بنك تقليدي في محيطهم لتسهيل معاملاتهم.

  • أثبتت الكفاءة

وأكد أمجد نصر، الخبير المالي والمستشار بالتمويل الإسلامي، أن البنوك الرقمية أثبت كفاءتها لجهة، سهولة فتح الحساب، والسرعة في إنجاز المعاملات، وعدم الانتظار لساعات في طوابير الاستعلامات في فرع البنك، بجانب عناء البحث عن مواقف للسيارات من أجل الاستفسار عن معاملة.وقال نصر: «بعد يومي عمل من فتح الحساب المصرفي في البنك الرقمية، على أبعد تقدير، سيحصل العميل على بطاقته البنكية، ودفتر شيكات، وغيرها من الخدمات».

وأضاف: «دائماً ننصح الأفراد الذين لديهم معاملات بنكية باستمرار، بضرورة التوجه إلى البنوك الرقمية وفتح حساب مصرفي فيها، كونها أمراً ضرورياً في ظل التطور التكنولوجي الذي تشهده الإمارات والعالم، إلى جانب حساباتهم في البنوك التقليدية، ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما لصالح الآخر».

الجدير ذكره أن عدد البنوك الرقمية في دولة الإمارات 3 بنوك، هي «المارية»، و«زاند»، و«ويو»، كما أسس عدداً من البنوك المحلية منصات مصرفية تشبه في تعاملاتها البنوك الرقمية، تقدم خدمات وأنشطة معينة، مثل تمويلات للشركات الناشئة والأفراد، أبرزها بنك «المشرق نيو» التابع لبنك المشرق، وبنك «لايف» المنشأ من طرف بنك دبي الإمارات الوطني، و«ياب بنك»؛ حيث يعمل كتطبيق مستقل، وقد أبرم شراكة مع بنك رأس الخيمة، لتشكيل أول منصة مصرفية رقمية مستقلة في الإمارات.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvstkc7k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"