عادي

«خطيرة ومثيرة للجدل».. من هي سويلا بريفرمان وزيرة داخلية بريطانيا المقالة؟

15:24 مساء
قراءة 4 دقائق
«خطيرة ومثيرة للجدل».. من هي سويلا بريفرمان وزيرة داخلية بريطانيا المقالة؟

«الخليج» - وكالات

أقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك  وزيرة الداخلية المثيرة للجدل سويلا بريفرمان، وفق ما أفادت وسائل إعلام عدة، ضمن تعديلات يجريها سوناك على فريقه قبل الانتخابات العامة المتوقعة العام المقبل.

وجاء ذلك بعد تعرّض سوناك لضغوط متزايدة من أجل إقالة بريفرمان، بعدما اتهمها منتقدوها بتأجيج التوترات خلال أسابيع من التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والاحتجاجات المضادة في المملكة المتحدة.

ومنذ ظهورها الأول في عالم السياسية البريطانية عرفت سويلا بريفرمان بإثارتها المتواصلة للجدل على نحو كبير، انطلاقاً من أزمة الرسائل الإلكترونية التي استخدمتها خلافاً للبروتوكولات الأمنية في المملكة لإرسال وثائق حكومية رسمية، إضافة إلى موقفها المتشدد تجاه المهاجرين، رغم أنها مهاجرة من أصل هندي، وصولاً إلى انتقادها الحاد لشرطة العاصمة اللندنية لسماحها بمسيرة مطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. فمن هي سويلا بريفرمان؟

سويلا ليس الاسم الحقيقي للوزيرة المقالة، فاسمها الأصلي سو-إيلين، لكن في المدرسة كانوا يتجاهلون ازدواجية الاسم وينادونها سويلا حتى أصبح اسمها، وهي ابنة مهاجر من كينيا ومهاجرة من موريشيوس في الستينات وتعتنق الديانة البوذية على الرغم من أن والدتها أوما هندوسية ووالدها كريستي مسيحي، ومتزوجة منذ عام 2018 برائيل بريفرمان، وهو يهودي من جنوب إفريقيا يعمل مديراً لشركة «مرسيدس- بنز» في بريطانيا، بحسب ذا صنداي تايمز.

عمل والدها في مصنع ووالدتها ممرضة، لكنها فازت بمنحة جزئية للدراسة في مدرسة «هيثفيلد» المميزة شمال غربي لندن، ثم دخلت إلى «كوينز كولدج» بجامعة كمبريدج لتدرس القانون، وعائلتها من أعضاء حزب المحافظين، وكانت والدتها عضو مجلس محلي عن حزب المحافظين لعقد ونصف. وبعد قضائها عام تبادل دراسي في فرنسا، حصلت على درجة الماجستير من جامعة السوربون، إذ كانت تجيد اللغة الفرنسية التي تعلمتها من والدتها.

  • «تؤيد» البريكيست بشدة

على الرغم من دراستها وإقامتها في فرنسا، فإنها عادت إلى بريطانيا لتصبح مؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وأكثر تشدداً في ذلك حتى من رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون الذي يعد رمزاً ل«بريكست»، وأصبحت عضواً في الجناح المناهض لأوروبا في حزب المحافظين المتمثل في «مجموعة الأبحاث الأوروبية»، ومن رموزها جاكوب ريس – موغ ومايكل غوف.

إلى جانب عملها في المحاماة، حاولت أكثر من مرة الترشح للانتخابات عن حزب المحافظين ولم تفلح، إلى أن تم ترشيحها في الدائرة التي تصوت تقليدياً للمحافظين في فيرهام بمقاطعة هامبشاير. وتحظى بتأييد كبير بين الناخبين في دائرتها، إلى حد أنهم يرونها حتى في تصريحاتها الانقسامية المثيرة للجدل، معبرة عنهم.

استقالت من منصبها الوزاري الصغير في حكومة تيريزا ماي اعتراضاً على اتفاق «بريكست» الذي توصلت إليه ماي مع المفوضية الأوروبية، وأتت ضد الاتفاق، على عكس بوريس جونسون الذي أطاح ماي بعد ذلك وصعد مكانها لزعامة الحزب ورئاسة الحكومة عام 2019.

ثم عينها جونسون وزيرة للعدل بعدما اتضح أن خططه ل«بريكست» ربما تتجاوز الحدود القانونية، وقامت بمهمتها في هذا السياق، ما جعلها أحد رموز ما يسمى «تجمع العائلات الخمس» داخل حزب المحافظين الممثل لتيار اليمين المتشدد فيه.

  • توهجها السياسي

وبرز اسم سويلا بريفرمان سياسياً عندما رشحت نفسها في انتخابات الحزب صيف العام الماضي 2022 لخلافة زعيمه المستقيل من رئاسة الحكومة بوريس جونسون ومنافسة ليز تراس، وحاول فريق تراس إقناعها بالتنازل مقابل إعطائها حقيبة الداخلية في الحكومة الجديدة، لكنها أصرت على الاستمرار في المنافسة لتربح تراس. ومع ذلك ضمتها إلى حكومتها وزيرة للداخلية قبل أن تُفصل منها عملياً خلال الأيام الأخيرة لوزارة تراس التي لم تستمر سوى ستة أسابيع.

وأعادها ريشي سوناك الذي خلف تراس باختيار نواب الحزب حتى من دون انتخابات بين أعضائه، لوزارة الداخلية في حكومته على الرغم من ملاحظات بعضهم على أدائها وطريقتها، وربما ذلك ما يجعل سوناك يتردد في إقالتها على الرغم من نشرها مقالة تنتقد الشرطة من دون الأخذ بملاحظات رئاسة الحكومة.

  • الآراء حولها

وتنقل «ذا تايمز» عن أحد زملاء سويلا في الحزب قوله: «هي صلبة الرأي، لكن يمكن أن تكون ساذجة جداً في الوقت نفسه. يقول كثيرون إن ذلك نوع من الاستراتيجية، لكن أظن أن تلك مجاملة مبالغ فيها. إنها تقول ما يرد على ذهنها من دون أي تأنٍّ».

وتصف البارونة «وارسي»، وهي من رموز حزب المحافظين، بريفرمان بأنها «خطرة ومثيرة للانقسام».

في وقت يعتبر حلفاؤها أنها تقول ما هي مقتنعة به وأن مواقفها وآراءها هي مواقف وآراء غالبية الناخبين المحافظين، فيما يرى بعض قادة الحزب أنها تمثل خطراً على الحزب انتخابياً بإثارتها الشقاق، أو بتشويه رسالة الحزب إلى البريطانيين عامة، كما حذر النائب البارز في الحزب والوزير السابق ديفيد دافيز.

فيما تري حليفتها القوية الوزيرة النائبة المحافظة ميريام كايتس، أنها «شجاعة جداً، وإذا رأت أن هناك ما يقال أو يتم عمله فستفعله».

 

اقرأ أيضاً:



 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vwaa263

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"