عادي
تشارلز الثالث يكلف ستارمر رسمياً برئاسة الوزراء ويقبل استقالة سوناك

زلزال انتخابي تاريخي في بريطانيا يطيح المحافظين .. والعمال يكتسحون

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
1

شهدت بريطانيا زلزالاً انتخابياً كاسحاً، أطاح المحافظين بعد 14 عاماً في السلطة، وعيّن ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسمياً، زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيساً للوزراء أمس الجمعة، خلال اجتماع في قصر باكنغهام حسب العرف المتبع. ونشر القصر صورة تظهر الملك مصافحاً ستارمر الذي حقق حزبه فوزاً ساحقاً في الانتخابات، وقبل ذلك وافق الملك على استقالة ريشي سوناك رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وزعيم حزب المحافظين.

وجاء في بيان للقصر أن «الملك استقبل السير كير ستارمر النائب في البرلمان وطلب منه تشكيل حكومة جديدة» بعد تحقيق حزب العمال الذي يتزعّمه فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية.

ستارمر يتعهد

وغادر ستارمر قصر باكينغهام متوجّهاً إلى مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت. وقال في خطاب عقب تكليفه برئاسة الحكومة: «إن الشعب صوّت من أجل التغيير، وعودة حزب العمال إلى الحكم»، مؤكداً أن هناك حاجة لمعالجة انعدام الثقة في السياسة بالأفعال. وتعهّد ستارمر ب «إعادة بناء» البلاد و«توحيدها». وأشار إلى عملية «إعادة بناء للبنية التحتية للفرص»، مشدداً على التعليم والإسكان بأسعار معقولة، وعلى مبدأ «الخدمة» في السياسة. ووعد بالسعي مع الحكومة ليستعيد البريطانيون إيمانهم بمستقبل أفضل لأطفالهم و«توحيد بلدنا». وأكد ستارمر أن «التغيير يبدأ الآن» شاكراً مناصريه ومجدداً وعده بحصول «تجدد وطني». وشدد على أن التغيير يتطلب «عملاً شاقاً وصبوراً وحازماً».

فوز كاسح

وفق النتائج شبه النهائية حصد حزب العمّال 412 مقعداً، أي أكثر من المقاعد ال 326 الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل حكومة بمفرده. والعدد أقل بقليل من النتيجة التاريخية التي سجلها توني بلير العام 1997 بحصول الحزب يومها على 418 مقعداً.

أما حزب المحافظين بزعامة سوناك فسجّل أسوأ نتيجة له على الإطلاق منذ مطلع القرن العشرين مع انتخاب 121 نائباً في مقابل 365 قبل خمس سنوات عندما كان الحزب بزعامة بوريس جونسون. وقد خسر عدد كبير من قياديي الحزب المحافظ مقاعدهم النيابية على غرار وزير الدفاع غرانت شابس، ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردانت التي كانت مرشحة لتولي زعامة الحزب مستقبلاً. كذلك، خسرت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة ليز تراس مقعدها.

وخلال الحملة الانتخابية وعد ستارمر الذي بدأ خوض غمار السياسة قبل تسع سنوات فقط، بعودة «الاستقرار» و«الجدية» مع إدارة صارمة جداً للنفقات العامة. ويعد ستارمر الذي لا يتمتع بكاريزما كبيرة، بتحويل البلاد كما فعل على صعيد حزب العمال بعدما خلف جيريمي كوربن في 2020 من خلال التركيز على الاقتصاد ومكافحة معاداة السامية.

ويؤكد أنه يريد تحفيز النمو وتصحيح وضع المرافق العامة، وتعزيز حقوق العمال، وخفض الهجرة وتقريب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من دون العودة عن بريكست.

القوة الثالثة

وفي البرلمان الجديد سيشكل الليبراليون الديمقراطيون القوة الثالثة مع 66 نائباً بحسب التوقعات. وفي تبدل رئيسي في السياسة البريطانية سيدخل حزب «إصلاح بريطانيا» المناهض للمهاجرين، البرلمان مع أربعة مقاعد. وسيصبح زعيمه نايجل فاراج نائباً للمرة الأولى بعد ثماني محاولات. ورحب المدافع الشرس السابق عن بريكست ببدء «تمرد على النظام».

في اسكتنلدا أصيب الحزب الوطني الاسكتلندي الاستقلالي بانتكاسة كبيرة، ولم يفز سوى بتسع دوائر من أصل 57. وفاز حزب الخضر بأربعة مقاعد، مقارنة بمقعد واحد في الاستحقاق الماضي، في مجلس العموم الذي سيضم عدداً قياسياً من النساء لا يقل عن 261 امرأة، مقارنة ب 220 في العام 2019.

بعد فوز حزبه، تلقى ستارمر تهنئة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي شدّد على أن التحالف سيبقى قائماً بين البلدين «رغم الصعاب». كذلك هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ستارمر بعد «أول تواصل بينهما». وكتب الرئيس الفرنسي على منصة إكس «سنواصل العمل»، مشيراً إلى استمرار «التعاون الثنائي من أجل السلام والأمن في أوروبا ومن أجل المناخ» وأيضاً على صعيد «الذكاء الاصطناعي».

وهنّأ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ستارمر ب «الفوز التاريخي» لحزب العمال في المملكة المتحدة، كذلك هنّأته رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي وجّهت أيضاً تحية إلى «الصديق» سوناك.  (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4cmzkh68

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"