عادي

فرنسية تستعيد صوتها بعد زرع حنجرة

10:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
فرنسية تستعيد صوتها بعد زرع حنجرة
فرنسية تستعيد صوتها بعد زرع حنجرة
ليون - أ ف ب
خضعت مريضة فرنسية إلى أول عملية زرع حنجرة في مستشفى بمدينة ليون، في تدخل جراحي قُدم، الاثنين، من فريق طبي يأمل أن يتمكن قريباً من تكرار هذا «الإنجاز» النادر.
وكانت المريضة كارين (49 عاماً)، تتنفس من ثقب القصبة الهوائية منذ 20 عاماً، من دون أن تكون قادرة على التحدث، بسبب مضاعفات مرتبطة بالتنبيب، بعد سكتة قلبية تعرّضت لها عام 1996.
وبعد أيام قليلة من عملية الزرع التي أجريت يومي 2 و 3 سبتمبر/ أيلول في ليون، تمكنت كارين من قول بضع كلمات. ومنذ ذلك الحين، تابعت جلسات إعادة تأهيل للأحبال الصوتية والبلع والتنفس مع معالِجة للنطق، على أمل استعادة القدرة الكاملة على الكلام.
وبسبب عودة المريضة إلى منزلها في 26 أكتوبر، لم تشارك في المؤتمر الخاص بالعملية الاثنين، لكنها أوضحت كتابياً أنها تطوعت قبل سنوات للمشاركة في هذه التجربة العلمية. وكتبت: «لم تسمعني بناتي أتكلم قط»، مؤكدة أنها مسلحة بـ«الشجاعة» للمضيّ قدماً في إعادة التعلّم.
كما أبدى البروفسور فيليب سيروز، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في مستشفى كروا روس، إصراراً قبل تنسيق عملية الزرع غير المسبوقة في فرنسا.
- عملية «بالصدفة»
ونشأت فكرة التدخل الجراحي، إثر أول عملية زرع حنجرة في العالم، أجريت عام 1998 في كليفلاند الأمريكية، لرجل فقد أحباله الصوتية في حادث. وفي العام 2010 عندما التقى صدفة خلال أحد المؤتمرات زميلاً كولومبياً أعاد إجراء هذه العملية من دون نشر معلومات عنها.
ودعاه الطبيب لويس فرناندو تينتيناغو لوندونو إلى مدينة كالي الكولومبية لمدة أسبوع ليعلّمه كيفية سحب الحنجرة، «وهي من أكثر الجوانب تعقيداً»، لأن هذا العضو «يضم أعصاباً صغيرة جداً ومُزود بأوعية دموية بواسطة شرايين وأوردة متقاطعة صغيرة جداً»، بحسب البروفسور سيروز.
وعلى مدى العقد التالي، تدرب مع خبراء، وحصل على موافقات، وبدأ بالبحث عن المرضى المؤهلين. وفي العام 2019 تعرف إلى «كارين»، لكن جائحة كوفيد أوقفت كل شيء.
في هذه الأثناء، لاحظت السجلات الطبية في العالم عمليتين لزرع الحنجرة، واحدة في كاليفورنيا في عام 2010، وأخرى في بولندا العام 2015.
وفي 2022، عاد الفريق الطبي الفرنسي لإكمال ما بدأه، وبقي أمامه العثور على واهبة مناسبة تتوافق خصائصها مع المتلقية.
وقد حدث ذلك في الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي. وبات ممكناً البدء بالتدخل الجراحي الذي استمر 27 ساعة، منها حوالي عشر ساعات لسحب الحنجرة، و17 ساعة لزرعها.
وشارك في هذه العملية الأولى من نوعها في فرنسا 12 جراحاً و50 موظفاً من مستشفى جامعة ليون. ورغم شعور «الفخر» بهذه «البطولة» الطبية، يظل الفريق الطبي الفرنسي حذراً. ويشير البروفسور سيروز إلى أن «المريضة هي التي ستحدد ما إذا كانت العملية ناجحة أم لا»، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق من 12 إلى 18 شهراً حتى تستعيد الوظائف الحركية في الحنجرة.
لذلك، فإنه سينتظر حتى تصبح «في صحة جيدة تماماً» قبل الشروع في عمليتي زرع الحنجرة الأخريين، ولديه ميزانية لهما. وسبق أن استضافت مستشفيات ليون أول عملية زرع يد في العالم عام 1998، وأول زرع لليدين، عام 2000، على يد البروفسور جان ميشال دوبرنار.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/muaby4ke

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"