عادي
أولياء أمور يطالبون بـ «فُرصة مباشرة»

«إمسات» يحول بين الطلبة والحُلم الجامعي

01:30 صباحا
قراءة 5 دقائق
«إمسات» شرط صعب يعرقل دخول طلبة الثانوية العامة إلى الجامعات

تحقيق: حصة سيف

ما زال «إمسات»، اختبار الإمارات القياسي، يحول دون دخول طلبة الثاني عشر، بشكلٍ مُباشر، إلى الجامعات والكليات المحلية، بعد انتهائهم من الثانوية العامة، في ظل اشتراط الجامعات والكليات الحصول على درجات محددة من الاختبار، حسب التخصص، قبل قبول وتسجيل الطلبة للدراسة في أروقتها، فيما يُناشد هؤلاء الطلبة وأولياء أمورهم بإتاحة الفرصة لدخول الجامعات مُباشرةً وبصورة تلقائية، ثم دراسة «إمسات» والحُصول على الدرجة المنشودة خلال الدراسة الجامعية، كما كان معمولاً به سابقاً، كي لا تضيع بضع سنوات من عمرهم دون دراسة.

تشترط الجامعات والكليات درجات محددة في اختبار «إمسات»، حسب رغبة الطالب في دراسته من التخصصات، وفي أي جامعة أو كلية، والاختبار يُعرَّف، حسب الموقع الإلكتروني الخاص به، بالاختبار عالي المستوى، الذي يقيس المفاهيم والمهارات اللازمة للمختبرين في عدة مواد، منها اللغة الإنجليزية واللغة العربية والفيزياء والأحياء والكيمياء وعلوم الحاسوب.

عقبة في طريقي

هزاع علي سيف الحبسي، خريج ثانوية عامة بنسبة 84%، قال: حصلت على درجة 750 في إمسات اللغة الإنجليزية والمطلوب 1100، وأعدت الاختبار للمرة الثانية، ولم أحصل على الدرجة المطلوبة، ودخلت الخدمة الوطنية ثم عملت في السلك الشرطي، وقدمت لجامعة خاصة لأدرس القانون، لكنهم طلبوا مني «إمسات»، وما زالت لدي الرغبة بالدراسة، إلا أن «إمسات» يقف عقبة في طريقي.

8 مرات دون جدوى

غدير الحبسي، خريجة ثانوية عامة بنسبة 94% سنة 2014، أوضحت أنها لم تحصل على درجة «آيلتس»، التي تؤهلها لدخول الجامعة أو كلية التقنية العليا، لتُعيد الاختبار ثماني مرات متتالية ومرة واحدة في «إمسات»، لكنها فشلت في الحصول على الدرجة، التي تمكنها من دخول الجامعة في الاختبارين، فيما كانت ترغب في دراسة الهندسة الإلكترونية، وما زالت الرغبة تراودها لإكمال تعليمها الجامعي.

«ماجستير» قيد التخرج

موزة راشد، طالبة ماجستير، قالت: أشعر بمعاناة كبيرة، لأن مصيري مُتوقف منذ عام على درجة «الإمسات»، رغم أنني أدرس الماجستير في اللغة العربية، ولم تُناقش رسالتي، لأن من متطلبات التعليم العالي الحصول على «إمسات» باللغة العربية والإنجليزية قبل المناقشة، وسأكمل العام تقريباً، وأنا قيد التخرج. شعرت حقاً بمعاناة طلبة الثانوية العامة، والعمر يمر، وسأضطر لمُراجعة البحث بالكامل، لأتمكن من مناقشته بعد نيل الدرجة المطلوبة في «إمسات».

الاستدامة والرياضيات

عائشة محمد الظاهري، خريجة ثانوية عامة، بنسبة 91%، تخرجت خلال العام الحالي: تم قبولي في عدة جامعات، بعدها أخبرتنا إحدى تلك الجامعات أن القبول مشروط بالحصول على «إمسات» الخاص بالرياضيات، وتخصصي هو «الاستدامة»، وستتاح الاختبارات شهر نوفمبر الحالي، وكانت درجتي في الرياضيات 570 والمطلوب 650 درجة، ولم أدرس الفصل الدراسي الأول لهذا السبب، وعليّ الانتظار إلى أن أحصل على الدرجة المنشودة.

حمدة خالد المزروعي، خريجة ثانوية عامة، بنسبة 96%، حصلت على درجة 1200 في «إمسات» اللغة الإنجليزية، قالت: كنت أريد أن أدرس في إحدى الجامعات ولم يتم قبولي، لأن المطلوب كان الحصول على 1250 درجة، وتم قبولي مبدئياً في كلية التقنية العليا، لكن انتظامنا في الدراسة تأجل إلى الفصل الثاني.

اختبار جديد

حمدة يوسف الأحمد، خريجة ثانوية عامة، بنسبة 93%حصلت على درجة 1025 في «إمسات» ضمن المحاولة الرابعة، بينت: سأحاول مرةً أخرى، والمطلوب من قبل الجامعة، التي أريد أن أدرس بها، 1250 درجة، فيما ضاع عليّ الفصل الدراسي الأول وأنا أحاول الحصول على الدرجة المطلوبة، وهو ما اجتهدت فيه منذ بداية دراستي في الصف الثاني عشر، لأن الاختبار محدد في أشهر معينة فقط، وحصلت على مقعد شاغر للامتحان الجديد، لكنه في العاصمة أبوظبي، البعيدة عن مقر سكني، ورغم هذا سأذهب لأتمكن من دخول الجامعة.

تجربة سابقة

أم عمر، ولية أمر، قالت: تخرج ولدي في الثانوية العامة، بنسبة 93% ولم يتم قبوله لعدم حصوله على الدرجة المطلوبة في إمسات الرياضيات، وتم إبلاغنا سابقاً بأن الجامعات ألغت «الإمسات»، لذلك لم نستعد له جيداً قبل التخرج من الثانوية العامة، وأعاد ابني الاختبار مرتين ولم يحصل على الدرجة المطلوبة، ليضيع عليه الفصل الدراسي الأول في الجامعة.

أضافت: أرى أن الأفضل إتاحة الدراسة في الجامعات للطلبة أولاً، وخلال الدراسة الجامعية يحصل الطالب على الدرجة المطلوبة في «إمسات» ليكمل دراسته، وتلك الطريقة كانت متبعة قبل أربع سنوات، حين كانت ابنتي تدرس في الجامعة.

روضة أحمد المزروعي، تخرجت في الثانوية العامة، بنسبة 95%، أشارت إلى أنها كانت تريد دخول إحدى الجامعات الحكومية، وأعادت اختبار «إمسات» مرتين، حيث حصلت على 1100 والمطلوب 1250، ولم يحالفها التوفيق في نيل الدرجة المطلوبة، واختبرت في «آيلتس» وكانت نتيجتها 5، والمطلوب 5.5، وطلبوا إعادة الاختبار للحصول على الدرجة المطلوبة والتمكن من دخول الجامعة خلال الفصل الدراسي القادم.

فاطمة خالد المهيري، خريجة عام 2023، حصلت على نسبة 94% في الثانوية العامة: كنت أريد أن أدرس في جامعة حكومية، ولم يتم قبولي، لعدم حصولي على الدرجة المطلوبة في «إمسات»، أعدت الاختبار ثلاث مرات، وأفضل درجة نلتُها كانت 1175، ومع هذا لم يتم قبولي، كذلك امتحنت «آيلتس» وحصلت على 4.5 بينما المطلوب 5.5.

أَضافت المهيري: أُبلغت بإعادة الاختبار للحصول على الدرجة المطلوبة، والتمكن من الدراسة في الفصل الدراسي القادم، خلال يناير من العام الجديد، وهو ما يكلفنا الكثير، ف«آيلتس» ب1300 درهم، و«إمسات» ب100 درهم، لكن الأخير لا يفتح غالباً سوى بعد مرور ثلاثة أشهر على آخر اختبار، وحالياً تعاملت مع مدرس خصوصي ل«آيلتس»، كي أتمكن من اجتيازه.

مدرس خصوصي

بدرية الحاي الشامسي، ولية أمر، قالت: تخرج ولدي في الثانوية العامة في العام الحالي، بنسبة 94%، في المرة الأولى حصل على 900 درجة، ثم أعاد الاختبار أربع مرات متتالية، وأحضرت له مدرساً خصوصياً للمراجعة، ولم يحصل على الدرجة المطلوبة في اللغة الإنجليزية، وهو حالياً في الخدمة الوطنية، وسيبدأ الفصل الدراسي الجديد دون أن يتمكن من دخول الجامعة والدراسة فيها.

وأضافت بدرية الحاي أن الشروط الحالية صعبة للغاية، ويضيع معها جزء مهم من عمر الطالب والطالبة هدراً، موضحة أن ابنتها قبل أربع سنوات، في بداية دراستها الجامعية، لم تحصل على الدرجة المطلوبة في اختبار اللغة العربية، لكنها دخلت الجامعة وخلال دراستها حصلت على تلك الدرجة، وأكملت دراستها بكل يسر. ورأت أن إلغاء النظام السابق شتت الطلبة وأضاع الكثير من الفرص التعليمية عليهم، مطالبةً بإعادة العمل بذلك النظام في كل الجامعات. مصدر مسؤول من وزارة التربية والتعليم قال: إن مواد الاختبارات والدرجات المطلوبة تحدد حسب الجامعة والكلية والتخصص المطلوب، ومواد «إمسات» الأساسية هي اللغة الإنجليزية واللغة العربية والرياضيات والفيزياء والحاسوب، وموقع «إمسات» يحتوي على امتحانات تجريبية للطلبة، للتدريب على نماذج الاختبار، وهي مهارات عامة في تلك المواد المحددة.

تدريب مدرسي

مصدر تربوي أكد أن «التربية والتعليم» أدخلت جانباً من مهارات «إمسات» في منهج الثاني عشر، ولكن ما زالت مهارات الطلبة فيه تحتاج إلى مزيد من التدريب المُكثف على تلك المواد، مشيراً إلى أن مدرسته خصصت دورات تدريبية للطلبة في «إمسات»، ليتمكنوا من اجتيازه بجدارة ودخول الجامعة واختيار التخصصات، التي يرغبون بها، والكل التزم بالتدريب رغم كلفته، فيما خُصصت له أيام الإجازة الأسبوعية، رغبةً باجتيازه بكفاءة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4vkw89hh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"