عادي
550 درهماً كُلفة الإفطار المدرسي للطالب شهرياً

وجبات «المقاصف».. بين غلاء الأسعار وتدني الجودة

01:33 صباحا
قراءة 5 دقائق
طالب يستلم وجبة الإفطار تصوير محمد السماني

تحقيق: شيخة النقبي

ينبغي على الطلاب في المدرسة تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، خاصة خلال سنوات النمو؛ حيث إن التغذية الصحية، وتوفير بيئة صحية مناسبة للطالب في مراحل الطفولة تؤدي دوراً مهماً في تعزيز السلوكات الغذائية للطالب، وتساعد على الوقاية من السمنة، ولضمان حصول الطالب على غذاء صحي؛ يجب أن يتضمن غذاؤه مجموعة متنوعة من الأطعمة من المجموعات الغذائية الأساسية، للحصول على التغذية الكافية طوال اليوم الدراسي؛ حيث يتوجب طول الدوام الدراسي، على أولياء الأمور الحرص على أن يأخذ الطالب الطعام الكافي، ليتمكن من الإحساس بالشبع طوال اليوم، ويستطيع التركيز في الحصص، لكن السؤال الذي يطرح هل الوجبات التي توفرها المدارس أسعارها معقولة في ظل وصولها إلى 550 درهماً شهرياً للطالب الواحد؟ وهل هذه الوجبات صحية في مرحلة بناء جسدهم ونموهم؟

مدارس رياض أطفال أرسلت لأولياء الأمور رسائل نصية، تتضمن مخطط حقيبة الطعام المدرسي الصحية؛ نظراً لأن هذه المدارس لا توجد بها مقاصف، ولا توفر وجبات إفطار، ويتضمن مخطط حقيبة الطعام المدرسية، الحبوب الكاملة للطاقة، وأطعمة غنية بالبروتين للنمو، والخضراوات والفيتامينات والمعادن، والفواكه الغنية بالألياف المفيدة، ومنتجات الألبان لأسنان قوية، كما أكدت الحرص على أن يحصل الطالب على كمية كافية من السوائل؛ لتجنب الجفاف والعطش والتعب أثناء اليوم الدراسي؛ حيث أوصت أولياء الأمور بضرورة وضع الماء في حقيبة الطعام.

«الخليج» التقت عدداً من طلاب المدارس الخاصة والحكومية؛ حيث اشتكى العديد منهم من الطعام الذي يقدم لهم؛ وقالوا إنه بارد وليس لذيذاً، كما قال عدد من الطلاب إنهم تعرضوا لحالات تلبك معوي، نتيجة أكلهم من الطعام في المدرسة، كما أن الأسعار مبالغ فيها، من جانب آخر، قال طلاب إنهم يفضلون إحضار وجبة الإفطار من المنزل؛ وذلك لضمان جودة الأكل، وأن تكون الوجبة صحية ونظيفة.

نظام الكوبونات

تقول الطالبة فريدة الشفعي: الأكل في المدرسة يعد مقبولاً ومغذياً، لكن لاحظت أن الأسعار غالية نوعاً ما؛ فمثلاً «الشيبس» سعره 5 كوبونات؛ أي خمسة دراهم، ففي المدرسة التي ارتادها نتعامل بنظام الكوبونات للشراء من المقاصف؛ حيث إنه في بداية كل شهر أشتري دفتر كوبونات بمئتي درهم، ويحتوي على مئتين كوبون، وكل كوبون بدرهم واحد.

وتضيف: الأسعار مرتفعة بالنسبة لكمية الطعام، والكمية ليست متساوية؛ حيث إنه في إحدى المرات علبة (الورق عنب) احتوت على حبتين فقط، وعند شرائي لها مرة أخرى تضمنت ثلاث حبات، على الرغم من أني دفعت نفس المبلغ في المرتين، وهذا يعد غشاً، وأكثر من طالبة تعرضت لتلبك معوي، نتيجة سوء الطعام، واقترح على المدارس أو الشركات التي تجلب الطعام، أن يتم تعديل جودة الطعام؛ حيث إنه بارد جداً، كذلك الكميات تكون قليلة جداً بالنسبة لعدد الطلاب في المدرسة.

ووافقتها الرأي الطالبة جود علاء؛ حيث قالت: كمية الطعام التي يتم إحضارها للمدرسة قليلة جداً؛ حيث إن فسحتين، وعند ذهابنا للمقصف في الفسحة الثانية، نفاجئ بأنه لا يوجد طعام، ونشعر بالجوع، ما يترتب عليه عدم قدرتنا على الانتباه للحصص المقبلة، وانتظارنا حتى ينتهي الدوام المدرسي لنذهب للمنزل، لتناول الطعام.

أسعار الوجبات

من جانبها، قالت الطالبة ميثاء راشد: «الأكل سيئ جداً في المدرسة، وأصبت أنا وزميلاتي بتلبك معوي أكثر من مرة؛ لذا أصبحت لا أشتري الطعام من المدرسة، وأتناول الفطور صباحاً في المنزل، وبالنسبة للأسعار، سعر البيتزا 3 دراهم، وبقية «الساندويشات» 5 دراهم، وسعر العصير 3 دراهم، ومعظم الأسعار تراوح بين 3 و5 دراهم».

ويقول الطالب يوسف علي: أحضر وجبة الإفطار من المنزل؛ حيث تقوم أمي بإعدادها كل يوم صباحاً؛ إذ إنه منذ فترة «كورونا»، وإغلاق معظم المدارس للمقاصف، قمت بإحضار الطعام من المنزل، وما زلت على هذه العادة حتى الآن.

ووافقته الرأي الطالبة جميلة سليمان؛ حيث قالت: إنها كذلك أصبحت تحضر الطعام من المنزل، وعن زميلاتها فتقول معظمهن يشعرن بالخجل من إحضار الطعام من المنزل، بما أننا في المرحلة الثانوية، بينما أنا لا أرى فيه أي إحراج، بالعكس أضمن بأن الطعام الذي أتناوله نظيف وصحي.

تشديد الرقابة

بينما اشتكى أولياء الأمور من غلاء الأسعار، وخاصة من لديهم أكثر من طفل، فيما شدد أولياء أمور على ضرورة مراقبة الجهات المختصة بالطعام.

وتقول ولية الأمر ليلى الراشدي: أتمنى تشديد الرقابة من الجهات المختصة على الشركات الموفرة للطعام في المدارس؛ حيث إن أبنائي يشتكون دائماً من جودة الطعام، وأنه بارد، كما أن الأسعار تعد مرتفعة، ما جعلني أقوم بإعداد الطعام في المنزل، لتوفير المبالغ المادية، وضمان تناولهم لطعام صحي، إلا أن ابنتي التي تدرس في المرحلة الثانوية، رفضت أخذه من المنزل، فأتمنى توعية إدارات المدارس والمعلمين للطلاب بعدم الخجل من أخذ الطعام من المنزل؛ لأنه أمر طبيعي، وبالعكس يدل على اهتمام وحرص أولياء الأمور على الطعام الذي يتناوله أبناؤهم.

كُلفة مرتفعة

يضيف ولي الأمر عامر محمد: لي 4 أبناء، كُلفة وجبة الإفطار في المدارس مرتفعة جداً؛ حيث توفر المدرسة التي يرتادها أبنائي لكل طالب وجبة إفطار وسعر الوجبة 25 درهماً، وعلى مدى 22 يوماً دراسياً، فإن المبلغ الإجمالي 550 درهماً شهرياً لكل طالب، وبالتالي أدفع لأبنائي الأربعة مبلغاً قدره 2200 درهم، وهو مبلغ مبالغ فيه جداً، علماً أن وجبة الإفطار بالعادة تكون عبارة عن فواكه أو خضراوات، وساندويش جبن وعصير، وهذه الوجبات أسعارها في السوق قليلة وغير مكلفة، كما أن هذه الوجبة توفر فقط في الفسحة الأولى، بينما في الفسحة الثانية لا يوفرون لهم أي طعام، ما يضطر أبنائي لأخذ وجبات خفيفة معهم من المنزل.

نصائح إرشادية

وتقول أخصائية التغذية الدكتورة شكري محمد، يحتاج الطلاب في المدرسة إلى تناول الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية الصحية الخمس: الخضار والفواكه والحبوب ومنتجات الألبان والبروتين، ويجب أن تحتوي الأطعمة الصحية على عناصر غذائية مهمة للنمو والتطور والتعلم، ويفضل أن تخلو أو تكون قليلة الملح والدهون والسكريات والكافايين، وتوفر الفواكه والخضراوات الطاقة والفيتامينات ومضادات الأكسدة والألياف والماء، فيجب على الأم تشجيع طفلها على اختيار الفواكه والخضراوات في كل وجبة، وفي الوجبات الخفيفة، ويشمل ذلك الفواكه والخضراوات ذات الألوان والقوام والأذواق المختلفة، سواء كانت طازجة أو مطبوخة، وتمنح أطعمة الحبوب والخبز والمعكرونة وحبوب الإفطار والأرز والذرة والكينوا وعصيدة من دقيق الذرة والشوفان والشعير، الأطفال الطاقة التي يحتاجون إليها للنمو والتطور والتعلم.

وأضافت: تعد منتجات الألبان الرئيسية وهي الحليب والجبن والزبادي، أطعمة ذات مصادر جيدة للبروتين والكالسيوم، ويمكن للأطفال الذين تزيد أعمارهم على عامين تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، كما يشمل البروتين الأطعمة الغنية بالبروتين واللحوم الخالية من الدهون والأسماك والدجاج والبيض والفاصوليا والعدس والحمص والتوفو والمكسرات، هذه الأطعمة مهمة لنمو الطفل ونمو عضلاته، أما المشروبات الصحية مثل الماء فهو المشروب الأكثر صحة للأطفال، إنه أيضاً الأرخص؛ حيث إن مياه الصنبور مدعمة بالفلورايد للحصول على أسنان قوية.

وجبة الفطار

أوضحت الطالبة سعاد عبيد، أنها تلجأ إلى تناول وجبة الفطار في المدرسة؛ نظراً لأن شهيتها لا تقبل أي نوع من أنواع الطعام في الساعات الأولى من استيقاظها؛ حيث تحتاج إلى وقت للتمكن من استقبال الأكل، ما يدفعها إلى تناول وجبة الإفطار يومياً في المدرسة، وعلى الرغم من أن الكُلفة المادية تكون عالية فإنها لا تجد حلاً آخر؛ حيث تخجل من أخذ «السندويشات» الجاهزة من منزلها.

وجبات غير صحية

حذرت الدكتورة شكري محمد من إعطاء الطلاب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، ومنخفضة في العناصر الغذائية وتشمل هذه الأطعمة الوجبات الجاهزة والوجبات السريعة، حيث تحتوي هذه الأطعمة على نسبة عالية من الأملاح والدهون المشبعة والسكر كما أنها قليلة الألياف، وتناول هذه الأطعمة بانتظام، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالحالات الصحية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvtt35vh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"